صحيفة الثوري – عربي ودولي
على خلفية الانتقادات العلنية التي وجهها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب رفضه القاطع الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، أكد الاتحاد الأوروبي بشكل قاطع على موقفه الداعم لكييف وسلامة أراضيها.
فقد كشف دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، اليوم الخميس، عن إبلاغ الاتحاد الأوروبي لإدارة ترامب باستحالة القبول أو الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء لا يتجزأ من الأراضي الروسية، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأضاف الدبلوماسي أن أوروبا ستواجه خيارات صعبة في حال فشلت المساعي الأميركية في الحفاظ على توازن العلاقة بين كييف وواشنطن، مؤكدًا على ضرورة قيام القوى الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإثناء واشنطن عن أي خطوة منفردة للاعتراف بالضم الروسي للقرم.
وفي سياق متصل، حذر مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي من أن أي اعتراف أمريكي بالسيادة الروسية على القرم من شأنه أن يقوض وحدة الموقف الأوروبي الموحد تجاه الأزمة الأوكرانية.
في المقابل، كشفت مصادر مطلعة عن أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يعملان حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة على خطط لاتفاق دفاعي جديد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وأوضحت المصادر أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الخطط، بالإضافة إلى توسيع نطاق اتفاقيات الصيد الحالية، خلال قمة مرتقبة بين الجانبين في التاسع عشر من مايو المقبل، في خطوة يُنظر إليها على أنها تعزيز للتعاون الأوروبي في مواجهة التحديات الأمنية.
يأتي هذا التحرك الأوروبي بعد يوم من رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع المقترح الأمريكي بالتخلي عن شبه جزيرة القرم، مؤكدًا أن هذه المسألة تمثل انتهاكًا للدستور الأوكراني وغير قابلة للنقاش.
في المقابل، وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصريحات زيلينسكي بأنها “تحريضية” وتزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وعلى الجانب الروسي، نقل الكرملين عن الرئيس فلاديمير بوتين تأكيده اليوم عن تأييده للمقترح الأمريكي الذي يهدف إلى وقف الحرب في أوكرانيا، والذي كشفت عنه مصادر مطلعة ويتضمن اعتراف واشنطن بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم ووقف مساعي انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
يبدو أن ملف شبه جزيرة القرم يزداد تعقيدًا، حيث تتباين المواقف بين الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا وروسيا، مما يلقي بظلال من الشك على مستقبل جهود السلام المحتملة في المنطقة.