آخر الأخبار

spot_img

ملخص مساحة نقاشية: أبعاد الضربات الأمريكية على الجماعة الحوثية

(عدن) – “صحيفة الثوري”:

تنظيم منتدى مهام اليمن
الأحد ٢٠ إبريل/ نيسان ٢٠٢٥

في ظل استمرار الحملة العسكرية الأمريكية منذ أكثر من شهر، وسط تساؤلات متزايدة حول أهدافها الحقيقية ورسائلها المتناقضة، هدفت المساحة النقاشية إلى تقديم قراءات تحليلية معمقة حول طبيعة الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، ودلالاتها السياسية والعسكرية، وتداعياتها المحتملة على الداخل اليمني والمشهد الإقليمي. أدارت المساحة النقاشية، شروق القاسمي، وقد استمرت لمدة ساعتين.

المتحدثون الرئيسيون:

  • د. مصطفى ناجي: دكتوراه في علم الاجتماع السياسي وباحث في الشؤون اليمنية.
  • فاطمة أبو الأسرار: باحثة متخصصة في الشأن اليمني الإيراني.
  • عدنان الجبريني: صحفي متخصص في الشؤون العسكرية وجماعة الحوثي.
  • رياض الدبعي: ناشط وموثق في مجال حقوق الإنسان.

أبرز المداخلات:

  • أحمد الزرقة: مدير قناة بلقيس الفضائية
  • د. معن دماج: دكتور فلسفة وباحث في الشأن السياسي

هنا ملخص لأبرز ما ورد فيها:

فاطمة أبو الأسرار:
مازلنا في أول ثلاثة أشهر من إدارة ترامب. الوضع ضبابي، لكن الولايات المتحدة تتحرك بشكل مختلف عن السنوات السابقة، يعني تدخل مباشر، لا يوجد تركيز على السلام والحل اللشامل، هناك تحول نحو إدارة الصراع بشكل كبير، مش إنهاء الصراع أو فهمه.
كان هناك أمور مختلفة جدا، ولكن من بعد 7 أكتوبر، انقلبت تماما في اليمن. لم يكن هناك استجابة من المجتمع الدولي من قبل، ولكن هناك استجابة من بعد 7 أكتوبر.
الاستراتيجية الأمريكية حاليا تقوم على ثلاثة مسارات: أولا الردع العسكري، الضربات القوية تستهدف قدرات الحوثي في البحر الأحمر والداخل اليمني لو لزم، وهناك استخبارات أمريكية وصلت بعض القادة الحوثيين، وبعض المواقع الحوثية الحساسة. وهي تريد الضغط لاحتواء الحوثيين، وليس لإنهاء الصراع.
ثانيا: نرى عقوبات مالية وخاصة من الخزانة الأمريكية بنوك، شركات شحن، شبكات تهريب مرتبطة بإيران وروسيا والصين، ومحاولة عقوبات على البنك المركزي في صنعاء.
ثالثا: نوعا ما تنسيق عسكري محدود مع أطراف يمنية مثلا لقاءات مباشرة من القيادة المركزية مع قيادات عسكرية يمنية، ربما يكون هناك تحرك بري بدعم غير مباشر. ولكن هناك عامل مهم، الولايات المتحدة لا تريد التورط في حرب يمنية، ولكن يهمها الربط الحوثي بروسيا والصين وإيران.
……
ما الموقف الإسرائيلي: متى ستعتقد إسرائيل أن الموقف في اليمن صار غير خطير؟

….
واشنطن تريد أن تتحدث مع إيران مباشرة وأن دعم إيران للحوثي له ثمن. التحرك العسكري الذي نراه الآن جزء من استراتيجية الضغط القصوى، ولكنه مختلف عن ما قامت به إدارة ترمب الأولى.
الرسالة موجهة لإيران والوكلاء بنفس الوقت، وأن الحوثي ليس له أي حصانة إذا تجاوزوا حدهم المعين.
ردع التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة، وتعزيز موقف واشنطن للتفاوض، ووضع سقف جديد لسلوك إيران في المنطقة.
….
رد الإيرانيين على هجمات أمريكا ضد الحوثي مزدوج: أدانت الغارات الأمريكية وتوضح أنها تقف مع الحوثيين بالكامل، ولا يوجد أي تهدئة في الإعلام الرسمي الإيراني. وإيران بدأت تقلق من كلفة التصعيد، وصار الحوثي خطر على التوازن الإقليمي الإيراني، لأن تصرفاتهم فعلا تشكل خطرا. وإيران تريد حاليا ترتيب الأوليات. الحوثي ورقة رابحة لإيران.

المفاوضات الحاصلة حاليا:

الموقف السعودي الإيراني: السعودية الآن بدأت تلعب أكثر من دور لكن الأساسي هو التهدئة، لأن الحوثيين كل آلتهم الإعلامية تسلط الضوء على السعودية ودول الخليج، ولو حصل أي اختلال في المنطقة، ستكون مستهدفة.

لا يوجد أي ضمانات للخليج ولأمنه وهي مشكلة كبيرة، بنشوف السعودية تتحرك توصل رسائل أمريكية وأعتقد رسائل متعلقة باليمن، ولكن هي رسائل التهدئة، لأن السعودية والخليج يمكن أن يخسر الكثير في حالة وجود أي تهور إيراني في المنطقة، وهذا من أهم المشاكل، ويوجد حذر شديد، ولازم نفتكر في السنوات الماضية انتقادات دولية كثيرة وتجارب يمنية كثيرة جعلت السعودية أكثر تحصنا، والتصعيد دون أي غطاء دولي واضح يفتح الباب للمخاطر على الخليج واليمن. لكن السعودية لن تتخلى كاملا عن أوراقها.
….
المداخلة الثانية:
نشوف شبكات استهداف منظم لشبكات تمويل الحوثي خارجيا.
العقوبات التي تمت على البنك المركزي يوليو السنة الماضية، فرضوا عقوبات على البنك المركزي في صنعاء وبعدين الأمم المتحدة والسعودية، تراجعوا عنها.
العقوبات الحاصلة الآن أعطت للبنك اليمني صلاحيات أكثر، وتقوم فعلا بقطع العلاقات التمويلية مع الحوثيين.
كمان شهر أربعة كان في عقوبات على شبكة حوثية تعتمد على العملة الرقمية قيمتها قرابة مليار دولار رقميا. وكانت لبناء الحرب وتهديد الأمن الإقليمي.

لم يكن أمام الحوثي أي شيء يحجمهم عكس ما هو حاصل الآن. ولكن لا يمكن قراءة السياسة الأمريكية على أنها غير مبالية، ولكن ضمن الانقسام اليمني في حضرموت وعدن المجلس الرئاسي غير متناغم، في نوع ما عسكريا متماسكا شوية اقتصاديا والولايات المتحدة لا تريد انفجار في اليمن بما يؤثر على المنطقة الإقليمية، ولما نشوف قادة عسكريين أمريكيين مع قادة يمنيين يستكشفوا إمكانية تدخل أرضي يمني، يمكن البناء عليه.
المسؤولية تقع على الحكومة التحرك بسرعة، وتحاول تعطي رؤية وتصور وكمان أفعال، من غير أن نتورط زيادة، فلازم مسؤولية على عاتق الحكومة اليمنية.

أوروبا تضررت بشكل كبير من الهجمات الحوثية أكثر من الولايات المتحدة في البحر الأحمر كل هذا وضح الحوثيين كعامل مخرب، ولكن هذا أيضا أدى إلى عدم تفريق بين اليمني والحوثي في مناطق سيطرة الحوثيين.


عدنان الجبرني:

خلال المرحلة الماضية من الضربات لدينا تقريبا ألف غارة أمريكية، وهناك سبعين إلى ثمانين غارة لها جدوى. وكثير من الغارات لم تؤثر على الجماعة.
بالإطار العام الجدوى للغارات: لا أعتقد أنها بالتأثير الكبير وأنها حدت من قدرات الجماعة أو أضعفتها إلى مستوى معين.
لأن الضربات من حيث الجغرافيا تتركز في مربعات متكررة عدة مرات.
هناك استهداف مكثف مركز في صعدة، وقتلت فيها قيادات للجماعة.
في صعدة تستهدف أماكن رئيسية لكن الغارات إلى حد الآن لم تتطور إلى مستوى الملاحقة الدقيقة للقيادات الحوثية رغم كثافة الغارات.
هناك جرأة في الاستهداف الأمريكي وتطور ولا مبالاة فيها بالمدنيين، وهذا مرعب وغير معقول.
معلومات متواترة عن مقتل قائد الطيران المسير زكريا حجر الرحباني وعدد من قياداته. ولكن لست متأكدا تماما.
التعقب والاستهداف ليس كبيرا، وهناك استهداف للسعدي والعمليات البحرية والإسناد اللوجيستي.
قتل أبو عبدالله الحمران، مثلا ولكنه ليس بتلك الأهمية العسكرية الكبرى. ربما يكون من الصف الثالث. وهناك خسائر لا تعلنها الجماعة، والجماعة أوقفت أخبار التشييع الرسمي للمقاتلين.
هذه العملية تفتقد إلى الغاية التي يمكن قياسها، والرؤية الاستراتيجية.
الحوثي يراهن على الاختفاء… اختباء القيادة الرئيسية وعدم تمكين الخصم من التعقب والقتل للقادة. المكسب الحوثي في الحفاظ على الخطاب الأسبوعي لعبدالملك، والقيادة الرسمية الرمزية للجماعة في أماكنها.
حجم المعلومات المتدفق للولايات المتحدة أعلى بكثير من المتوقع، الجماعة قبضت على ناس كثير، وستظهرهم على أنهم عملاء، نتيجة لاستهداف بعض المواقع التي كانت تعتبرها آمنة.
تعقب سيارات من الأسبوع الثالث وفي الطرق بين المحافظات، وهو متقدم، ولكن لم يصل إلى شيء فعال.
الحوثي يخشى الداخل أكثر من الخارج، لأن لديه دربة مع العمليات الخارجية بخلاف ما يثبته أي أثر ملموس على الأرض.

حرص الحوثي على مراكمة الفعل وليس الأثر تجاه الخارج، لكنها أقل فاعلية تجاه الداخل.
خطاب المشاط محاولة تطمين الداخل، هو يريد أن يطمئن من التحرك الذي تخشاه الجماعة أي التحرك البري وليس من الخارج.
….
مصطفى الجبزي:

أشكر المتحدثين قبلي.
هناك ثلاثة أسس:
قبل الحديث عن الموقف غير الرسمي والشعبي، عبر ما ظهرت من وسائل التواصل: هذا التفاعل تلقائي وهو خليط من الموقف الخاص والرسمي. لا يوجد إجماع حول موقف واحد، وهي موقف مؤيد كلي، ومناهض كلي، وموقف رمادي بين بين.
الموقف المؤيد هو باختصار أن الحوثي جلب التدخلات وضغط على هذه الجماعة، وكل ضربة لها تساعد في تخفيف هذه الوطأة.
المناهض كلي: يعترض على أي ضربة خارجية لانتهاك السيادة، وجزء من هذا الموقف يرى الضربات مقدمة لتدخل بري واسع.
والرمادي: يرى أنها مؤقتة وكما قيل للتو خالية من رؤية استراتيجية شاملة، وأيضا لأسباب إنسانية.
….
أريد أن أخوض كيف تشكلت المواقف هذه:
في العشر السنوات نعيش في دوامة كبيرة عاطفية وبعضها غير عقلانية، وتأثير مناخ الحرب: هناك انقسام في المشاعر إلى حد كبير، والذي دشن الحرب هذه الحوثي على أنها صفرية إما يقضي على خصومه أو يقضون عليه. في إطار هذا الانقسام في المشاعر الوطنية لم يعد من الممكن التحشيد والتعبئة على هذا الأساس واستهلك مفهوم العدوان الخارجي ولم يعد استخدامه اكثر مما هو متاح، لأنه بعد سبع سنوات واصل هو والسعودية مفاوضات، وسقط مفهوم العدوان الخارجي.
الشيء الآخر العشر سنوات قادت اليمنيين إلى استيعاب المعركة لسياقها الإقليمي والدولي، ويدرك الكثير من الناس أنه يندرج ضمن استراتيجية إيرانية، وهذا يدفع إلى أن تتآكل شرعيته وحاضنته في الداخل، والناس يرون أن أمريكا ليست خصمهم المباشر.
النقطة الأساسية أن التحالفات لم تعد بتلك الوضوح، والتعصب الإيديولوجي يذوي، عدا الجماعة الحوثية.
الجماعة الحوثية سلوكها الداخلي هو الذي يحدد ردود فعل اليمنيين تجاه المعركة وطبيعة الفاعلين الإقليميين والدوليين فيها. حكمت بالعنف والكثير من السياسات الإفقار والإذلال وفشلت في جمع الناس حولها. واليمنيون ينتظرون فصل الختام في هذه العملية. تتآكل حاضنتها الشعبية داخل منطقها أكثر من خارجها. تفكفكت العلاقة الحوثية مع قطاعات واسعة داخل مجتمعها، وهناك كثير من الاحتفاء بالضربات.
رسميا: وهو الموقف الأقل وضوحا بالنسبة لي لم يعد من الوقت الراهن البناء على السيادة هناك تمييع لمفهوم السيادة ولا يمكن اتخاذ موقف من الضربات الأمريكية. لا يكفي أن يتحدد السيادة لأن الدول لها الحق في تكتلات ومحاور ووو.
إلى الآن الحكومة لم تصدر بيانا واضحا مما يدور، وهذا الصمت يعبر إما على تنسيق على مستوى عالي، أو رضا بغير مباشر. وأن الضربات وسيلة ضغط على الجماعة الحوثية.
التصعيد هذا لم يأت فجأة، بدأت تدخلات الحوثي بعد أكتوبر 7 23، وبدأت العمليات الدولية لم تكن تستهدف حماية الناقلات الدولية التي تمر من البحر الأحمر، وتدريجيا بني إطار قانوني القرار 2768 وأي تحرك دولي يندرج في هذا الإطار بمعنى هناك بنية قانونية يسمح بمكافحة هذا الخطر، واليمن ملزم أن يندرج في هذا الإطار القانوني وتتعامل معه، والتعاون معه، وإلا ستكون متورطة.
لم تستطع الحكومة أن تستمر في صمتها على الغارات الأمريكية. كل القوى العسكرية ما دون الحكومة يحاول كل منهما أن يقدم نفسه كشريك لموضعة نفسه مستقبلا. بالإضافة لأن تلك القوى تشعر أنها مقيدة بقيود إقليمية ولها توق لخوض الحرب ضد الحوثيين.
كل عملية عسكرية تمر بمراحل، ويتوقع أن تشترك بريا من ناحية لقطف ثمار القصف الأمريكي الذي قد لا يقدر ثماره الآن، وأن تخفف عبء المعركة على أكثر من مستوى.
الجانب الآخر هو أن الأطراف المشتركة وأعتقد أن الضربات ستتوسع لأنه لا يخص أمريكا لأن أمريكا أقل المتضررين والمعنيين أكثر هم الأوروبيين.
الحوثي أيضا يتحرش بقوى دولية قبل أيام فرقاطة فرنسية ويحاول استجلاب أكبر عدد معين من الدول لأنه يعتقد أنها ستقف عند حد معين.
القوى الدولية قد تجلب قوى محلية للاشتراك معها على لاأقل من جانب منظور أمريكي صرف.

رياض الدبعي:

لا يوجد نشر او توثيق للضحايا. كان المجتمع الدولي يريد صوت من الداخل ضد التحالف والحكومة وبالتالي ضخ كثير من الأموال. منذ القصف الأمريكي لم يكن هناك أي تغطية حقوقية، وغابت المنظمات تماما.
خلال فترة الحرب، المنظمات تعاني من نقص التمويل ولم يعد هناك من تمويل مثلما كان خلال 2015-2020. كان هناك بند في العقوبات كل من سيتعاون مع الجماعة المصنفة قد يقع في مشكلة مع الإدارة الأمريكية يعتبر كتعامل أو كتواطؤ.
عمليا المجتمع المدني خلال الفترة الأخيرة انفضح في مسألة الحياد والمهنية، لم يعد هناك صوت حقوقي في الداخل،
رأينا الحوثيين أغلقوا كل المنظمات في الداخل، وبالتالي كل من بقي في مناطق الحوثي ويزعم أنه مستقل غير صحيح، ومن يعمل من صنعاء لديه صفقة مع الحوثي، ولديه اتفاق ماذا ينشر، وتشارك تقاريرها.
الضربات الأمريكية فضحت المجتمع المدني محليا ودوليا، والمنظمات، عكس ما كانت تعمله تجاه التحالف.
رأينا موقف المفوضية السامية كانت تقود مع الحكومة الهولندية للجان التحقيق ورأيناها اليوم عاجزة عن إخراج موظفيها من سجون الحوثي منذ سنة. وكيف تحول مكتبها في صنعاء إلى جمعية تدفع مرتبات بلا عمل.
عندما قام الحوثي في 2024 بهدم منازل البيضاء لم تصدر المفوضية أي بيان أو موقف وحاول موظفوها في الخارج الزعم بأنه ثأر قبلي.
هناك أزمة حقيقية في الحياد والمهنية وانكشفت المنظمات التي قدمت نفسها محايدين ومهنيين.


مصطفى الجبزي المداخلة الثانية:

أتفق مع ما قاله عدنان. الحوثي يخشى القوات المحلية لأن لديها الأسباب الحقيقية للقتال والرغبة في الانتصار لأنفسهم وسياسات العنف الحوثي ومصادرة الفضاء العام كليا، وتقويض كل المسار السياسي المبني منذ 90، إلا أن لديها اعتماد كلي على الدعم المقدم من الخارج.
الدول الإقليمية ليست جمعيات خيرية وهي من أكثر من الدول تسلحا، وكان المعيق الأول أمام عدم القضاء على الحوثي طبيعة التحالف وتباين الرؤية داخله، وعدم وجود رؤية دولية ضد الحوثي، وثالثا لم تبن سياسات حكومية لبناء المؤسسات داخل المناطق المحررة. في السنوات الأخيرة بنيت مؤسسات تسير إلى الأمام بما يسمح لها بالصمود. والشيء الثاني التهور الحوثي منذ سبعة أكتوبر وتغير النظرة الدولية وانغماسه في نظرة دولية أكبر من اليمن، مثل حشر نفسه بالصراع بين روسيا وأمريكا، حتى لو انتهت الحرب في غزة وتصالحت السعودية مع إيران، لن يمر بسلام.
ما يمكن فعله هو الانتظار حتى تتضح المسألة والشرعية أظنها تنسق مع القوى الأمريكية وتبدو الإمارات مندفعة لاستعادة الحديدة، لكن أمام تحفظ السعودية على معركة دون الحصول على ضمانات أمريكية ورهاناتها الدولية كثيرة أكبر من حشرها في اليمن. مثل البرنامج النووي السعودي وغيره، وزعامتها القضية العربية، وصارت اليمن حلقة أزمة من أزمات معقدة أمام السعودية.

أمن إسرائيل لا يمكن تجاوزه بسهولة، وحرص الدول الأمريكية والغربية لا يمكن تجاوزه، لهذه المرة الأولى ما بعد حرب أكتوبر 73 من بعدها اليمن لم تدخل بشكل مباشر في أي تماس مع إسرائيل. كنا بعيدين ولدينا فسحة من الحديث عن إسرائيل، هذه المرة الأولى الحوثي يستغل وحدة الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية وتمادى خارج قدرة اليمنيين وحساباتهم، ومس بأمن إسرائيل ضد حسابات اليمنيين ومصالحهم، وإسرائيل لن تمررها وهذه فرصة لها أن تضع يدها في البحر الأحمر أكثر من أي وقت. وأن تثبيت بقاء إسرائيل تقويض كل التهديدات، وهذا يعني منعه من التهديد لمصالحها. التزام أمريكا تجاه أمن إسرائيل التزام لا يتوقف حتى لو عولجت جميع المشاكل السعودية الإيرانية النووية، وستبقى إسرائيل دافع حقيقي لتقويض قدراته. إسرائيل ستوجه قدرات للاستخبارات في اليمن. وكمان مصر تضايقت أكثر من اللازم، وفقدت نصف دخلها من قناة السويس، وسيكون أمن البحر الأحمر مسألة حساسة لمصر.
….

أين العامل الإسرائيلي في الموقف الأمريكي؟ لم أسمع أحد يتحدث عنه؟ يعني هل ما زال الاحتلال يتعامل مع الحوثي على أنه خارج دائرة الخطورة والفاعلية مثلما كان قبل 7 أكتوبر؟ ما الدور الإسرائيلي أو العامل الإسرائيلي هذا في تصميم السياسة الخارجية الأمريكية؟
أريد أن أشير أيضا إلى تجاهل التباين في الموقف السعودي الإماراتي في اليمن حتى الآن، وأهمية هذا العامل الحاسم في اليمن.
الثاني: لماذا لا تعلن الولايات المتحدة عن نتائج القصف كما تفعل في غارات ضد القاعدة أو جماعات أخرى خارج اليمن؟


أحمد الزرقة:

نتحدث الآن عن جزء من الصورة، وأن المعركة هي معركة الولايات المتحدة وأنه يشبه 2015 على أنها معركة السعودية.
الإشكالية الكبرى مهما فعلت الضربات الأمريكية مهما كانت شرسة ومركزة لا يمكن تحقيقها في ظل انقسام الشرعية وعدم وجود رؤية موحدة.
في الأخير نغفل أن الحوثي يحتجز قرابة نصف سكان اليمن كرهائن، والمزاج الشعبي لم يعد كما كان قبل سنوات، ولكن من يقرأ هذه المعطيات والتحركات عليها، وظهر الحوثي المشاط اليوم وهم يقولون خطابا دعائيا بتجاوزهم ما لم تتجاوزه الصين وروسيا.
نحن أمام معضلة ماذا نريده من هذه الضربات؟ وماذا إذا توقفت هذه الضربات؟ وما بعدها؟ الشرعية إلى اليوم لم تظهر برؤية واضحة ما الذي تريده، وماذا بعد الضربات؟
يعتقد الفارق بين الغارات السعودية والأمريكية صمت المنظمات الإنسانية والدولية والانتقادات والدقة والحدة.

…..
د. معن دماج:

أريد في تعليق عام أن هناك حالة عند اليمنيين من طلب كل شيء من الآخرين، يعني في فترة سابقة أيام التحالف العربي عند حدوث أي ضربة كبيرة يتساءل بعض الأخوة أين الباتريوت، قبل أن يسحبه؟ وكأن كان المطلوب وقتها السعودية يحاربوا ويمولوا ويزيدوا يوظفون ومصروف.
وهذه الذهنية لها جذر اقتصادي اجتماعي: يريد أن يكسب من الحرب وليس فقط إحقاق القضايا العادلة.
بغض النظر عن التدخل الأمريكي وهم أعلنوا بشكل صريح أنهم ليسوا معنيين بما يجري في اليمن. ولكن أن يكون الحوثي صار مشكلة دولية يعد نقطة مهمة، فضلا عن العقوبات المفروضة عليهم. الآن مع هذا القصف رغم نقص البيانات يعطي فرصة كبيرة أن يبادروا ويحركوا الأوضاع خاصة أن رأس المال اليمني صار ضد الحوثي. لكن العالم لا يمكن أن يتفاهم مع حكومة لا تتفاهم فيما بينها البين.
تأخر نتائج الضربات الأمريكية قد يفيد بالضغط على الحكومة للتفاهم فيما بينها.
لدينا ستة أشهر لم تلتق فيها الحكومة. بلغ فيها سوء الأناة وعدم المسؤولية السياسية والأخلاقية وهي لا تستطع أن تجتمع حتى.

ملاحظة: التلخيص سريع ولا يعكس ما دار في المساحة، وان كان يقدم صورة عامة. لهذا يمكن العودة والاستماع للمساحة كاملة على الرابط التالي:

https://x.com/i/spaces/1mnGegkAZznxX

رابط المساحة من هنــا