آخر الأخبار

spot_img

لن نكون شعبا بلا ثورة 

“صحيفة الثوري” – كتابات:

مراد حسن بليم

أمام عظمة اكتوبر لا تتضاءل الكلمة ،لكنها تعيد مراجعة حروفها، وتقتبس من معانيها ما يليق بمكانتها في تاريخنا المعاصر،فهي محتوى كل المحطات اليانعة وعنوانها وبذرتها بكل ما حملته من معان للحرية واستعادة قدسية الهوية،وذلك هو شأن الثورات الأصيلة التي تُعبِّد الطريق إلى وطن عزيز .

إنه ولولا ثورة الرابع عشر من اكتوبر وتلك التضحيات الغالية التي خاضها شعبنا لما تمكن ابناء الفقراء والعمال والفلاحين من الحصول على مجانية التعليم والتطبيب والابتعاث للخارج ،ولما شيدت المصالح والمصانع والمدارس والمستشفيات والجامعات والمساكن،لكنه الانتصار الذي صنعته الثورة وارادة الشعب الحرة ،في لحظة فارقة من لحظات الشعوب العظيمة ،حين فرضت إرادتها على الاستعمار البريطاني وانتزعت منه الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967 وحل الكيانات ما دون الدولة ، وتوحيد الوطن على أنقاض 23 سلطنة وإمارة ومشيخة وأسدلت الستار إلى الأبد لأي محاولات تستقوي بانتماءات فئوية او مناطقية وأشرق عهد جديد رسمته دماء الشهداء والرعيل من المناضلين الافذاذ،وولادة الدولة ولأول مرة في الجنوب ، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي قدمت تجربة ذات قيم فريدة في محيطها ،وشكلت حضورا فاعلا في مضامين قيم التحرر والسيادة والانتماء الوطني .

انه النصر الذي صنعه شعب فقير وبلا موارد لإجبار دولة لا تغيب عنها الشمس على الرحيل،درس الإرادة ودرس في قدرة الشعب على قهر الغزاة ودرس في التضحية والإيثار ودرس في تلبية نداء الضمير،بل قائمة دروس لا تنتهي، ولولا هذه التضحيات لما جلسنا على مقاعد الدراسة ولا شيدت الجامعات ولا عرفنا المستشفيات ولا المصانع ولا المواطنة المتساوية ،ولكنا نرزح حتى اليوم تحت وطأة الجهل والعبودية والاستبداد ومهما بلغت التحديات فلن تكسر روح الثورة ولن تطفئ في اعماق الناس جلالها التحرري وحضورها القيمي والأخلاقي وعلى كل الذين يريدون اهالة التراب على اكتوبر وعلى عظمة منجزات دولتها الفتية أن يتوقفوا قليلا لإعادة قراءة التاريخ من جديد.