(دارفور) – “صحيفة الثوري”:
في تطور ميداني جديد ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في غرب السودان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين الواقع قرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك بعد يومين من القصف المدفعي والهجمات المسلحة المكثفة.
وقال مصدر عسكري من داخل القوات – طلب عدم الكشف عن هويته – لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “قواتنا بسطت سيطرتها على قاعدة زمزم وتم تأمين المنطقة”، في إشارة إلى واحد من أكبر مخيمات النازحين في الإقليم، والذي تستضيف فيه الأمم المتحدة أكثر من نصف مليون شخص فرّوا من القتال.
من جانبه، أفاد آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، أن المخيمات تعرّضت لهجمات مباشرة من آليات عسكرية تتبع قوات الدعم السريع، وسط انقطاع في الاتصالات والإنترنت يعقّد توثيق الأوضاع على الأرض.
اتهامات بانتهاكات في أم كدادة
في سياق متصل، أعلنت “تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر” في بيان مقتل 56 مدنياً بمدينة أم كدادة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخراً، متهمةً إياها بارتكاب “تصفية عرقية” وتهجير قسري وانتهاكات واسعة ضد السكان.
وكان الجيش السوداني قد فقد السيطرة على بلدة جنوب غرب الفاشر، ما مكّن قوات الدعم السريع من توسيع رقعة سيطرتها في الإقليم الذي يشهد نزاعاً دامياً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
كارثة إنسانية متصاعدة
تسلّط هذه التطورات الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في السودان، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
وتشهد مدينة الفاشر، المحاصرة منذ مايو 2024، معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع، وقال مني أركو مناوي، حاكم الإقليم، إن ما لا يقل عن 450 شخصاً قتلوا في المدينة ومحيطها منذ يوم الجمعة، وسط تقارير عن هجمات متواصلة استهدفت مخيمي زمزم وأبو شوك.
تنديد دولي وتوصيف بالإبادة
وتعيش البلاد حالة انقسام فعلي، حيث يسيطر الجيش على مناطق الشرق والشمال، فيما تفرض قوات الدعم السريع نفوذها في الغرب وأجزاء من الجنوب. ووجه المجتمع الدولي اتهامات للطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة، ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات متبادلة عليهما.
وفي يناير 2025، صنفت واشنطن رسمياً ما يحدث في دارفور على أنه “إبادة جماعية”.
وفي روما، دعا البابا فرنسيس خلال قداس الأحد إلى إنهاء الحروب حول العالم، مذكراً بمرور عامين على بدء الحرب في السودان، والتي قال إنها تسببت في مقتل الآلاف وتشريد الملايين.