صحيفة الثوري – متابعات
كشفت مصادر مطلعة لصحيفة «الشرق الأوسط» عن ضعف الإقبال من قبل السكان على المراكز الصيفية التي أطلقتها جماعة الحوثي هذا العام، وذلك في الأيام الأولى من انطلاقها.
ويأتي هذا العزوف على الرغم من الحملة الدعائية المكثفة التي أطلقتها الجماعة لإقناع الأهالي بإلحاق أبنائهم في هذه المراكز، والتي كلفت فيها العديد من قادتها الميدانيين للإشراف المباشر على عمليات الترويج والتنظيم.
وتربط المصادر بين هذا الإقبال المحدود وتصاعد وتيرة الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة للحوثيين خلال الأسابيع التي سبقت افتتاح هذه المراكز الصيفية.
وتشير إلى أن المخاوف الأمنية المتزايدة لدى السكان من استهداف محتمل لهذه التجمعات، خاصة مع استمرار التهديدات الإقليمية، قد ساهمت بشكل كبير في قرارهم بعدم إلحاق أطفالهم في هذه الأنشطة.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى غياب القيادات الحوثية العليا عن فعاليات تدشين المراكز الصيفية والترويج لها بشكل علني.
ويُعتقد أن هذا الغياب يعكس مخاوف لدى هذه القيادات من استهدافها المحتمل من قبل القوات المعادية، مما يزيد من حالة عدم الثقة والقلق لدى الأهالي بشأن سلامة أبنائهم في هذه المراكز.
وتشير التقارير إلى أن جماعة الحوثي بذلت جهودًا كبيرة في محاولة لجذب الأطفال والشباب إلى هذه المراكز، من خلال تقديم أنشطة متنوعة وبرامج ترفيهية وتعليمية، بالإضافة إلى محاولة غرس أيديولوجيتها الخاصة في أوساط هذه الفئة العمرية.
إلا أن هذه الجهود لم تثمر حتى الآن عن تحقيق الإقبال المطلوب، مما يطرح تساؤلات حول مدى نجاح هذه المراكز في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الجماعة.
ويأتي هذا الوضع في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد وتصاعد حدة التوترات الإقليمية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويؤثر على مختلف جوانب حياة السكان، بما في ذلك مشاركتهم في الأنشطة التي تنظمها الأطراف المختلفة.
ويبقى الترقب سيد الموقف لمعرفة ما إذا كانت جماعة الحوثي ستتمكن من تغيير هذا الواقع وزيادة الإقبال على مراكزها الصيفية في الأيام والأسابيع القادمة.