(بيروت) – “صحيفة الثوري”:
“نزوح الآلاف بعد أمر إسرائيلي بالإخلاء و”حزب الله” ينفي علاقته بإطلاق صاروخين، في الوقت الذي هدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريح له، من أنه “إذا لم ينعم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء فلن يكون هناك هدوء في بيروت”.
قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد توجيه إنذار بالإخلاء للسكان المحيطين فيه، وذلك في أول ضربة تستهدف الضاحية منذ وقف إطلاق النار.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان بأن الطيران الإسرائيلي استهدف المبنى بصاروخين ودمره تدميراً كاملاً.
وقبل القصف، شن الطيران الإسرائيلي المسيّر ثلاث غارات تحذيرية استهدفت مبنى في الضاحية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم “بنية تحتية لتخزين طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيراً لسكان حي الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد شنه سلسلة غارات على جنوب لبنان رداً على إطلاق صاروخين صباح اليوم الجمعة باتجاه إسرائيل، نفى “حزب الله” مسؤوليته بشأنهما.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي خريطة تظهر مبنى في حي الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت، طالباً من السكان الموجودين فيه وبمحيطه إخلاءه لأنه “منشأة تابعة لـ(حزب الله)”. وتظهر الخريطة أن المبنى موجود بالقرب من مدرستين.
ونقلت “رويترز” عن شهود ومصادر أمنية إن طائرة مسيرة إسرائيلية نفذت غارة محدودة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت في ضربة تحذيرية على ما يبدو. وبعد وقت قصير، أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان، بأن غارة تحذيرية ثانية استهدفت المكان نفسه.
ودفع التحذير الإسرائيلي سكان الضاحية للفرار بالسيارات وسيراً على الأقدام فيما دعت وزارة التربية اللبنانية المدارس والجامعات في منطقة الحدث إلى الإخلاء.
وجاء ذلك بعدما قصف الجيش الإسرائيلي أهدافاً تابعة لـ”حزب الله” في جنوب لبنان بعدما توعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بالرد “بقوة” عقب إطلاق صاروخين من لبنان.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن طائرات حربية إسرائيلية حلقت في أجواء البلاد اليوم.
عون وسلام يتابعان التطورات
سياسياً تبلغ الرئيس اللبناني جوزاف عون الموجود في باريس بزيارة رسمية خلال اجتماع مع الرؤساء الفرنسي والسوري والقبرصي ورئيس وزراء اليونان بخبر التهديد الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت ونقل ذلك إلى المشاركين في الاجتماع، و”هو يتابع التطورات لحظة بلحظة في الاجتماع الخماسي”، وفق ما أفادت الرئاسة اللبنانية.
من جانبه حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، واتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف “العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ التي تهدد أمن لبنان واستقراره”.
وطالب سلام “بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص”. وشدد على “ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية. مع تأكيد وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة”.
وأجرى الرئيس سلام سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة، مؤكداً تمسك لبنان بتطبيق القرار الدولي 1701، وبأن “الجيش اللبناني وحده المولج بحماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً”، وفق بيان صادر عن مكتبه.
ودعت الأمم المتحدة إلى “ضبط النفس”. وقالت ممثلة المنظمة الأممية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في بيان، “العودة إلى صراع أوسع نطاقاً في لبنان سيكون مدمّراً للمدنيين على جانبَي” الحدود، “ويجب تجنبه بأي ثمن”. وأضافت، “من الضروري أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس”.
إطلاق صاروخين وتهديد إسرائيلي لبيروت
في وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض أحد مقذوفين أطلقا من لبنان، بينما سقط الآخر داخل الأراضي اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، إطلاق “قذيفتين صاروخيتين” من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيراً إلى اعتراض واحدة وسقوط الثانية في لبنان. وجاء في البيان أنه على “إثر أطلاق صفارات الإنذار، رصدت قذيفتان صاروخيتان قادمتان من لبنان، جرى اعتراض واحدة بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية”.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريح له، من أنه “إذا لم ينعم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء فلن يكون هناك هدوء في بيروت”، وأضاف “حكم كريات شمونة كحكم بيروت، ولن نسمح بالعودة لواقع السابع من أكتوبر (تشرين الأول)”.
وسارع “حزب الله” لإصدار بيان نفى فيه “أي علاقة” له بإطلاق الصاروخين على إسرائيل، مؤكداً التزامه بوقف إطلاق النار.
وكان الجيش الإسرائيلي تحدث، سابقاً، عن دوي صافرات الإنذار “في منطقة مرغليوت وكريات شمونة ومسكاف عام وتل حاي، شمال إسرائيل، بعد صواريخ أطلقت من لبنان”.
كما تحدثت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن دوي صافرات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها.
(اندبندنت عربية)