اليونيسف: نصف أطفال اليمن دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد

(جنيف) – “صحيفة الثوري”:

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن طفلاً من كل طفلين دون سن الخامسة في اليمن يعاني من سوء التغذية الحاد، في ظل استمرار الصراع لعقد كامل.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في قصر جنيف، حيث أوضحت المنظمة أن أكثر من 537 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة تهدد حياتهم ويمكن الوقاية منها تمامًا.

وأكدت اليونيسف أن سوء التغذية يضعف جهاز المناعة ويعيق النمو، مما يشكل خطرًا دائمًا على حياة الأطفال ومستقبلهم. وحذرت من أن الطفل المصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم أكثر عرضة للوفاة بـ11 مرة مقارنة بالأطفال الأصحاء، كما يواجه الناجون منهم تداعيات طويلة الأمد تشمل تأخر النمو العقلي والأمراض المزمنة وفقدان الفرص الاقتصادية.

وفي هذا السياق، وصف ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز، الوضع بأنه “مأساوي”، مشيرًا إلى أن الصراع المستمر منذ أكثر من عقد أدى إلى سرقة الطفولة وتدمير المستقبل لجيل كامل من الأطفال. كما أشار إلى أن 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين أيضًا من سوء التغذية، مما يعمّق دائرة المعاناة بين الأجيال.

وأكدت المنظمة أن هذه الكارثة ليست نتيجة عوامل طبيعية، بل ناجمة عن أكثر من عقد من الصراع الذي دمر اقتصاد اليمن ونظامه الصحي والبنية التحتية. وأشارت إلى أن أكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية، بينما ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 300% منذ 2015، مع تضرر الموانئ والطرق الحيوية.

وتعتزم اليونيسف في عام 2025 مواصلة دعم 3,200 مرفق صحي، وعلاج 600 ألف طفل من سوء التغذية، ونشر 70 فريقًا متنقلًا، إضافة إلى دعم 42 ألف عامل صحي مجتمعي و27 مركزًا للتغذية العلاجية. وشددت المنظمة على ضرورة توفير تمويل مستدام لضمان استمرار هذه الجهود، محذرة من أن 7.6 مليون شخص في اليمن قد يحرمون من الرعاية الصحية الأولية في حال نقص التمويل.