(طهران) – “صحيفة الثوري”:
أعلن محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، مساء الأحد، استقالته من منصبه، في خطوة أثارت تساؤلات حول أسبابها وتداعياتها على المشهد السياسي الإيراني.
ووفقًا لما نقلته وكالة فارس للأنباء، أكد مصدران مطلعان أن استقالة ظريف جاءت عقب جلسة استجواب وزير الاقتصاد والمالية، عبد الناصر همتي، في 2 مارس 2025. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى تزايد الضغوط السياسية التي تعرض لها ظريف خلال الأسابيع الماضية، إذ دفعه بعض المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، إلى تقديم استقالته بدلاً من الإقالة.
وتعود الانتقادات الموجهة لظريف إلى قانون الوظائف الحساسة، حيث اعتبر معارضوه أن تعيينه في منصب مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية غير قانوني، بسبب امتلاك اثنين من أبنائه للجنسية الأميركية، وهو الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا في الإعلام وبين الأوساط السياسية المعارضة.
ظريف: دبلوماسي بارز ومهندس الاتفاق النووي
يعد ظريف من أبرز الشخصيات الدبلوماسية في إيران، حيث شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 2013 و2021 خلال رئاسة حسن روحاني، وكان له دور محوري في التفاوض على الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في يوليو 2015، والذي واجه تأييدًا وإشادة من بعض الأطراف، لكنه قوبل أيضًا بانتقادات حادة من التيار المتشدد في إيران.
وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، كان ظريف من الداعمين البارزين للرئيس الحالي مسعود بزشكيان، وساهم دعمه في تعزيز تأييد الإصلاحيين والمعتدلين للحكومة الجديدة. ومع ذلك، واجه منذ توليه منصبه تحديات سياسية وقانونية متزايدة، انتهت بتقديم استقالته.
ولم يصدر حتى الآن أي إعلان رسمي بشأن الشخصية التي سيعينها الرئيس بزشكيان خلفًا لظريف في هذا المنصب.

