“صحيفة الثوري” – تقارير:
كشفت رويترز عن مصادر دبلوماسية أن الإدارة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، طالبت روسيا بالكشف عن مصير أموال قيل إن رئيس النظام السابق بشار الأسد أودعها في موسكو. إلا أن الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخراً أبلغ المسؤولين السوريين بعدم وجود مثل هذه الودائع.
وبحسب المصادر، فقد تطرقت المحادثات أيضاً إلى الديون السورية لروسيا، والتي تقدر بنحو 23 مليار دولار، حيث طالبت دمشق بإلغائها في إطار إعادة ترتيب العلاقات بين البلدين.
موقف موسكو من تسليم الأسد
ورغم ما أثير حول احتمالية تسليم موسكو للأسد، أكد مصدر روسي أن “هذا الطلب لم يُطرح أساساً”، مشدداً على أن روسيا لا تعتزم تسليمه إلى السلطات السورية.
في المقابل، أبدت موسكو استعدادها لتقديم مساعدات إنسانية لدمشق، مقابل إحراز تقدم في المفاوضات حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وخاصة قاعدتي طرطوس وحميميم.
إعادة التفاوض بشأن القواعد العسكرية
وفقاً للمصادر، تسعى دمشق لإعادة التفاوض بشأن اتفاقية تأجير قاعدة طرطوس البحرية، التي مُنحت لروسيا لمدة 49 عاماً خلال حكم الأسد، إضافة إلى مراجعة وضع قاعدة حميميم الجوية، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد يضمن مصالح الطرفين.
وتشير التقارير إلى أن الشرع لا يسعى إلى إخراج روسيا بالكامل من سوريا، بل يبحث عن اتفاق يوفر دعماً دبلوماسياً واقتصادياً لبلاده، مع تعويض مالي عن الأضرار الناجمة عن الحرب.
العلاقات الروسية – السورية في ظل المتغيرات الجديدة
في ديسمبر الماضي، فرّ الأسد إلى روسيا من قاعدة حميميم بعد سقوط نظامه، بينما وجدت القيادة السورية الجديدة نفسها في موقع التفاوض مع موسكو، التي كانت ذات يوم داعماً رئيسياً لنظام الأسد.
وفي اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والرئيس السوري الجديد، شددت دمشق على ضرورة معالجة “أخطاء الماضي” وطالبت بتعويضات عن الخسائر التي تسببت فيها العمليات العسكرية الروسية خلال الحرب.
من جانبه، اعتبر مستشار الكرملين السابق، سيرغي ماركوف، أن الوضع لا يبدو متوتراً بين الطرفين، مشيراً إلى أن “السلطات السورية الجديدة لا تعتبر روسيا دولة معادية، لكنها تنتظر خطوات عملية من موسكو مقابل الحفاظ على نفوذها العسكري في سوريا”.
وبينما تبدو موسكو مترددة في تحمل مسؤولية الأضرار الناجمة عن الحرب، فإنها قد تلجأ إلى تقديم مساعدات إنسانية كبديل عن التعويضات المباشرة. وفي هذا السياق، سبق أن اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القواعد العسكرية الروسية كمراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية على الشعب السوري.
تحالف استراتيجي أم مصالح متغيرة؟
تؤكد التصريحات الرسمية أن موسكو تعتبر علاقاتها بسوريا “غير مرتبطة بأي نظام سياسي معين”، مما يعكس توجهها نحو الحفاظ على نفوذها الإقليمي بغض النظر عن التغييرات في القيادة السورية. ومع استمرار المفاوضات، تبقى العلاقة بين البلدين رهن التفاهمات الجديدة التي ستحدد مستقبل التعاون بينهما في السنوات القادمة.