“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:
يُعد القرشي عبدالرحيم سلام (1936-1998) أحد أبرز الشعراء والكتاب المسرحيين في اليمن، وأحد أوائل الداعمين لقصيدة النثر في الأدب اليمني الحديث. وُلد في قرية حالزة بمحافظة تعز، وفي سن العاشرة انتقل إلى عدن عام 1946، حيث تلقى تعليمه في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية. رغم نشأته المتواضعة، صقلت عدن وعيه الثقافي والسياسي، خاصة في ظل الأجواء التحررية التي شهدتها المدينة آنذاك.
رحلة النضال الثقافي
بدأ حياته العملية مدرسًا، ثم انتقل إلى الصحافة، حيث شغل منصب سكرتير تحرير صحيفة “الشرارة” ومجلة “الحكمة”، وكان عضوًا فاعلًا في المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. تأثرت أعماله بتجارب اليمنيين في ظل الاحتلال البريطاني، وعكست معاناة الشعب وأحلامه بالتحرر والاستقلال.
في عام 1969، أصدر ديوانه الأول “السماء تمطر نصرًا”، الذي حمل روح الثورة اليمنية، ليؤسس بذلك لمسيرته الأدبية المتميزة. من أبرز أعماله أيضًا:
-
-
- “تراتيل سبئية”
- “شرفة الأحلام”
- “صلاة التراب”
- “مرايا الشوق”
- “إيقاعات قداس معيني”
- “وأمنح قاتلي وردًا”
-
إرث أدبي خالد
عُرف بأسلوبه العميق والمحمّل برمزية غنية، حيث مزج بين التراث والتجديد، مما جعله رائدًا في دعم الحداثة الشعرية في اليمن. انعكست في أشعاره تجربته الشخصية القاسية، خاصة المجاعة التي شهدها في طفولته عام 1943، والتي تركت أثرًا كبيرًا في وعيه الإبداعي.
ظل مرتبطًا بالحركة الثقافية حتى وفاته في 4 أغسطس 1998، تاركًا إرثًا أدبيًا ثريًا لا يزال حاضرًا في المشهد الثقافي اليمني.