آخر الأخبار

spot_img

حكومة تفاقم الأزمات: فساد معلن وخدمات منهارة

“صحيفة الثوري” – كتابات:

سام أبواصبع 

أيام كالحة السواد يعيشها البلد المتقلب على نار الانقلاب الحوثي وداعميه في طهران والمنتظر خلاص الشرعية وداعميها العرب، الخلاص الموعود الذي طال أمده ويبدو اليوم موغلاً أكثر في البعيد.

الوضع الاقتصادي ينهار بشكل مريع، حيث قفز الدولار إلى حاجز 2084 ريالاً يمنياً، مما زاد من معاناة المواطنين في بلد يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر. أما على صعيد الخدمات الأساسية، فإن الكهرباء غائبة عن مناطق بأكملها مثل أبين ولحج، فيما تعاني عدن من انقطاع مستمر يصل إلى 15 ساعة يومياً مقابل ساعتين تشغيل فقط.

التعليم الحكومي، الذي كان ملاذ الفقراء، تعرض لضربة موجعة. إذ شلت إضرابات المعلمين المدارس الحكومية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ما حرم الطلاب من أداء امتحاناتهم النصفية. في المقابل، تواصل المدارس الخاصة تقديم التعليم لمن يملك المال، مما يعمق الفجوة الطبقية ويخلق هاوية تعليمية تُقصي الفقراء وتضع مستقبل أبنائهم في مهب الريح.

أما الحديث عن مكافحة الفساد، فهو مجرد شعارات براقة لم تُترجم على أرض الواقع. فلم نشهد حتى الآن محاكمة أي مسؤول فاسد. بل إن بعض الشخصيات التي أُحيلت للتحقيق ما زالت تواصل عملها بشكل طبيعي، محميةً بغطاء من قوى نافذة داخل أعلى هرم السلطة.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه الإعلام بقضايا جانبية مثيرة للجدل، تُغض الأنظار عن الفساد الأكبر المتمثل في فشل الحكومة في إدارة الخدمات الأساسية التي انهارت بشكل تام.

الحكومة الحالية لم تقدم سوى وعود زائفة، وغياب المساءلة الحقيقية يجعلها شريكاً مباشراً في تفاقم الأزمات التي تعصف بالبلاد. المواطن اليوم يقف وحيداً أمام انهيار شامل لكل مقومات الحياة، فيما تستمر السلطة في تجاهل صرخات الناس ومعاناتهم اليومية.

ختاماً، على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة أن يعيا أن الفشل في توفير الخدمات الأساسية ومحاربة الفساد يعصف بثقة الشعب، ويهدد ما تبقى من الأمل في مستقبل مستقر لهذا البلد المنهك.