“صحيفة الثوري” – كتابات:
مثنى السلامي
أولا ً: تهل علينا في الـ 28من شهر ديسمبر 2024م الذكرى الـ 22 لاستشهاد الأستاذ المناضل جارالله عمر وفي هذه الذكرى أود أن أتناول بعض من مواقفه حيال خطوات تسبق اوبالاصح الوحدة التي كان يرى إنه يتوجب تحقيقها في الجنوب كانموذج للوحدة اليمنية. فهو صاحب فكرة إن الجنوب يتراجع في القوانيين التي اصدرة بشان الاصلاح الزراعي والاسكان وغيرها والشمال يتقدم من خلال تعزيز دور الدولة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتوسيع وصولها إلى الناس من خلال تواجدها في مختلف مناطق البلاد بدلا من تركز نشاطها في مراكز المدن أو مناطق الجبايات بينما كانت مناطق شاسعة لا تتواجد بها الدولة وهذا يعني من وجهة نظر جارالله عمر أي التراجع في الجنوب والتقدم في الشمال حتى يصل الشطرين إلى نقطة وسط عندها يمكن للوحدة اليمنية أن تتحقق. حيث اقترح من خلال وجهت نظر مكتوبة حملة عنوان في (جدلية الوحدة والديمقراطية) بأن تكون هناك فترة انتقالية مدتها من أربع إلى خمس سنوات يجري خلالها توفير الشروط الضرورية لتحقيق الوحدة كما إن جارالله كان يرى أن يتم بناء نموذج لدولة الوحدة في الجنوب من خلال القيام بجملة من الخطوات وفي مقدمتها اغلاق ملفات الماضي إعادة الاعتبار والاعتذار لكل المتضررين من النظام في الجنوب اغلاق ملف 13يناير 1986م بعمل مصالحة بين ماعرف بالطغمة والزمرة وعودة النازحين من الشمال الذين نزحوا على اثر الاحداث المذكورةالى اعمالهم الوظيفية ومنازلهم ومواقعم في صفوف الحزب وهيئاته الحزبية ان رغبوا في ذلك كماكان يرى أن يتم اعلان التعددية الحزبية في الجنوب والسماح للاحزاب بالاعلان عن تواجدها إلى جانب الحزب الاشتراكي اليمني باعتبار التعددية الحزبية (ارقاء ارقاء اشكال الممارسة الديمقراطية) وإصدار قانون الاحزاب وقانون الصحافة وحرية اصدار الصحف أي حسب رأيه انجاز نموذج لدولة الوحدة في عدن حيث توجد الدولة بمؤسساتها واجهزتها المختلفة حتى يكون الجنوب جاهز لدخول الوحدة ولديه تجربة يفاخر بها أمام دولة الشمال. وجارالله عمر بنظرته الثاقبة وامتلاكه مقدرة على قرائة الواقع الذي يعيشه نظام علي عبدالله صالح وكيفية ادارته للدولة باتباع سياسة ( فرق تحكم) كما إنه نظام يمارس الكذب ولايفي بالعهود (كنا نتفق معهم ولاينفذون شيء) .هذه الطريقة التي كان يدير بها الحكم في الشمال لم تكن القيادة في الجنوب مدركة لحقيقة الدولةفي ج ع ي وخاصة الرفيق المناضل علي سالم البيض الذي كان يتصرف بحسن نية وبعاطفة المناضل الوحدوي الحالم بتحقيق الوحدة اليمنية وهو على قيد الحياة فمابالنا أن يكون له لقب محققها الأول بعد أن غيبت احداث يناير 1986م المشؤمة عبدالفتاح اسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي وابعدة علي ناصر محمد بما يملكه من قدرة ودهاء في التعامل مع الخصوم وهم جميعاً كانوا على دراية كاملة بطريقة ادارة علي عبدالله صالح للدولة في الشمال والقوى المتحالفة معه وفي ضني لو كانوا القادةالمذكورين احياء ومشاركين في تحقيق هدف بعضمة الوحدة اليمنية لن يستطيع علي عبدالله صالح خداعهم مثل ماحصل لأنهم كانوا أكثر متابعة واطلاع على إدارة الدولة في صنعاء بدليل أن عبدالفتاح اسماعيل عندما عرض في عام 1979م على علي عبدالله صالح في قمة الكويت بعد الحرب بين الشمال والجنوب إنه مستعد للاستقاله من رئاسة الدولة في الجنوب بحيث يتم اعلان الوحدة ويتولى علي عبدالله صالح رئاسة الدولة اليمنية الموحدة لكنه رفض لادراكه لحقيقة الدولةفي الجنوب وقيادتها. لذلك ماكان لعلي عبدالله أن ينقلب على الوحدة ويهزم الحزب الاشتراكي والجنوب لولا حدوث احداث يناير 1986م وهذا ماعبر عنه الشهيد حار الله عمر إن هزيمة الجنوب كانت قد حدثة في 86م وليس في 94م لأن الحزب انقسم والجيش انقسم والمجتمع انقسم بل إن نصف الجيش الجنوبي شارك في غزو الجنوب مع ماعرف حينها بقوات الشرعية. وهي الاحداث التي لايزال تاثيرها على وحدة الجنوب قائما حتى الوقت الحاضر. كما أن الأستاذ جارلله عندما كان يطرح أهمية اصلاح النظام في الجنوب كان يهدف تحصينه حتى يكون أكثر تماسك في مواجهة الطرف الآخر المشكوك في نواياه تجاه الجنوب والحزب الاشتراكي.
الكتابة في مثل هذه الأمور تحتاج إلى وقت ومساحة أكبر على أمل أن يتوفر الوقت والعمر لتجميع ماهو موجود من قصاصات حول الحرب التي دمرت الوحدة اليمنية بل دمرت احلامنا جميعاً في الشمال والجنوب. ولعل هذا الموضوع للتذكير لعل التذكير ينفع المؤمنيين. رحمك الله ياجارلله رحمة الابرار واسكنك الجنة.