آخر الأخبار

spot_img

“جارالله عمر” كفاح الديمقراطية

“صحيفة الثوري” – كتابات:

د. عارف الحاج

كلمة الشهيد القائد
المناضل الوطني والقائد العربي
جار الله عمر (2002) قبل لحظة اغتياله:
… دستور هدى للناس وللقوى الديمقراطية العربية كلها.
تبكيك الجبال والحصون والقلاع.
جار الله عمر.. مسيرة النور والفجر والخير من أجل الناس.
الاستدامة الوطنية للرفض والمعارضة القوية للاستبداد العربي.
جار الله عمر.. وطن الحوار، فكر التسامح، معجزة الخير والصمود الأسطوري.
جار الله عمر.. قوة عاتية مزمجرة للضعفاء ورهبة ضد الاستبداد.

كذلك:
في زمان العمل السري وحكم أجهزة المخابرات في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات (1979)، كنا نحن عشاق النهار نرى في جار الله عمر الشموخ والقائد الثوري والملجأ.
وكانت الأجهزة الأمنية ترتعب من ذكر اسمه… وتنسج قصصًا عن شكله وحجم جسمه، قياسًا بحجم تأثيره وعنفوان نضاله.

وفي عام 1986، ومع تصفية القادة التاريخيين لثورة أكتوبر الأمجاد…
كلنا، في عدن وفي صنعاء وفي بيروت، نتجه شطر بوصلة جار الله عمر…
لكي ينتصر لنبل الثورة وقيمها الحقيقية.

وما زلت أتذكر أستاذ الرياضيات في مدارس الحديدة، الآتي من مصر عبد الناصر، وهو يفقد عقله باكيًا على أهم وأشرف وأنبل ثوار أكتوبر… ولم أكن أتصور أنه يساري.
قال لي: أنا لست يساريًا لكي أبكي ثوار أكتوبر الأمجاد، وإنما أنا عربي قومي… من حركة القوميين العرب.

وبعد الحرب الغادرة القذرة (1994) لاجتثاث الوريث الشرعي للحركة الوطنية اليمنية، الحزب الاشتراكي، برزت الزعامة التاريخية لهذا القائد الاستثنائي مع المناضل الصلب والجسور، الزعيم علي صالح عباد مقبل، في لملمة الجراح.

(وكان العقلاء من نظام صالح مثل الإرياني وعبد العزيز عبد الغني ويحيى المتوكل، ومعهم القوى العقلانية والتقدمية والديمقراطية، يرون في هزيمة الحزب الاشتراكي اليمني وطعنه وإقصائه إقصاءً للحامل التاريخي وصاحب المشروع الوطني الكبير والوريث الشرعي للحركة الوطنية… لكن هو الاستبداد، أمي لا يجيد القراءة الوطنية).

… عندما يبني أمراء الظلام سجنًا للحرية ليهدموا كرامة الناس، كان جار الله عمر يحاصرهم بمدافعه… مدافع الناس والشرف الرفيع، ليسكن الاستبداد في سجنه بالفكر الوطني والعقلانية والتسامح والحوار.

جار الله عمر…
كما كان الفجر يعشقك، كان الظلام يكرهك.
كما كان الحق يمجدك، كان الذل والهوان يخاصمك.

أحبتك الأرض والسماء معًا، وكل الشرفاء.
أنت نبي النضال.
أنت مدرسة الحق الثوري.
أنت سيف الفجر المسلول.
أنت صوت كل الناس.
أنت الضمير الوطني المتصل المرفوع من أجل أمة عربية حرة ديمقراطية.

أنت وطن الناس ضد الحكم…

باختصار…
اغتلت وأنت واقف تقرأ دستور التسامح…
فكان يوم اغتيالك يوم ميلادك الثاني.