(بيروت) – “صحيفة الثوري” :
كتب محمد شقير
لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تخرق اتفاق وقف “الأعمال العدائية” بين لبنان وإسرائيل بشكل شبه يومي، وذلك بعد مرور ثلاثين يومًا على بدء العمل به.
الخرق الأمني الأخطر حصل فجر اليوم الخميس، عندما توغلت آليات ودبابات وجرافات العدو من منطقتي وادي السلوقي والقنطرة باتجاه وادي الحجير، الذي يبعد نحو سبعة كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة. وقد قامت جرافات العدو بجرف الطريق المعبد ورفعت ساترًا ترابيًا لقطع الطريق بين الواديين المذكورين.
هذا الأمر خلق حالة من الخوف والترقب الشديدين لدى سكان القرى المحيطة بالوادي، وتابعوا كل التطورات لحظة بلحظة.
في هذه الأثناء، بدأ الجيش اللبناني سلسلة من الاتصالات مع قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، مصحوبةً بتحركات ميدانية له في المنطقة التي تسمى “القطاع الأوسط”، بغية خروج قوات العدو وعودتها من حيث أتت. وقامت دورية مشتركة من الجيش واليونيفيل بالتمركز في الوادي، وتحديدًا عند رأس النبع، إلى أن بدأت القوات الإسرائيلية بالانسحاب عند الساعة 15:30، مخلفةً وراءها خرابًا في الممتلكات الخاصة والأشجار المعمرة في المنطقة. وبعد انسحابها بنحو ساعتين، فجرت عبوات عن بعد في الوادي.
كل هذه التطورات الخطيرة التي ألقت بظلالها على الرأي العام اللبناني عمومًا والجنوبي خصوصًا، ولم تصدر السلطان اللبنانيه الرسميه حتى الان موقفا محددا تجاه ذلك لشرح ماذا يجري للبنانيين ولماذا؟ أو صدار بيانًا يستنكر فيه هذه الاعتداءات، ويطالب اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة الاتفاق والأمم المتحدة بالقيام بما يجب أن تقوم به لمنع تمادي العدو في خروقاته المستمرة لاتفاق وقف “الأعمال العدائية”.
ومساء اليوم، غرّد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الأستاذ حنا غريب عبر منصة “إكس” قائلًا:
“تمعن قوات الاحتلال الصهيوني يوميًا بأعمالها العدائية في التوغل وتدمير قرى الجنوب والقتل وترويع الأهالي من دون رادع ممن وافقوا وأقروا اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، وقاموا بترئيس الأميركي لما سمّوه لجنة “المراقبة والتنفيذ”، التي ليست سوى لجنة إشراف على متابعة العدوان من جانب واحد”.
يبقى أن نشير إلى أن الأيام المتبقية من الستين يومًا، التي استمهلها العدو للخروج من القرى التي يحتلها واستلام الجيش اللبناني لها، تبقى مبهمة وغير واضحة، خاصةً بعد التسريبات المريبة التي يتحدث عنها إعلام العدو عن نية جيش الاحتلال تمديد مهلة بقائه بحجة أن الجيش اللبناني لم يقم بما يجب عليه القيام به لجهة الانتشار في الجنوب اللبناني.