آخر الأخبار

spot_img

الحوثيون يتهمون السعودية بعرقلة خارطة الطريق الأممية وسط تاريخ من عرقلتهم للاتفاقيات السابقة

(عدن) – “الثوري” :

أعلنت جماعة الحوثيين، الثلاثاء، جاهزيتها للتوقيع على خارطة الطريق الأممية التي وضعتها السعودية لإحياء العملية السياسية في اليمن، لكن مع توجيه اتهامات للرياض بالتهرب من الالتزام بها تحت ضغوط أمريكية، حسب تصريح وزير خارجية الانقلاب الحوثية جمال عامر. اثناء لقائه كبير مستشاري مكتب المبعوث الأممي فاطمة الزهراء النقي وتأتي هذه التصريحات رغم أن الحوثيين سبق أن عرقلوا عدة اتفاقات في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتعثر جهود السلام.

وفي تصريحاته، اتهم عامر السعودية بأنها تراجعت عن التوقيع تنفيذًا لإملاءات واشنطن، التي ربطت تنفيذ الخارطة بوقف العمليات العسكرية للحوثيين في البحر الأحمر، مؤكدًا أن جماعته جاهزة للتوقيع “متى ما كانت الرياض جادة في ذلك”. ودعا المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى مواصلة جهوده لضمان الالتزام بتنفيذ الخارطة، بما يعزز الثقة بين الأطراف.

تاريخ طويل من العرقلة:

رغم تعهداتهم المتكررة، عُرفت جماعة الحوثيين بتراجعها عن الاتفاقات، ما أدى إلى فشل مبادرات سلام محلية ودولية. في عام 2018، وقع الحوثيون اتفاق ستوكهولم مع الحكومة اليمنية، الذي نص على وقف إطلاق النار في الحديدة وتبادل الأسرى، لكن الجماعة لم تلتزم بتنفيذه بالكامل، واستمرت التوترات العسكرية في المنطقة. كما تكرر هذا النمط في محادثات عمان التي شملت اتفاقات اقتصادية لم تنفذ بشكل كامل، بما في ذلك قضايا إعادة فتح الطرق الحيوية وتبادل الأسرى.

هذا التاريخ من العرقلة لم يؤثر فقط على مسار السلام، بل زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، إذ تأثر الملايين بانقطاع الرواتب وتدهور الخدمات العامة. ورغم محاولات الأطراف الدولية، لم تتمكن الأمم المتحدة من فرض إجراءات تحقق نتائج ملموسة على الأرض، في ظل غياب الضمانات واستمرار الأطراف المتنازعة بتبادل الاتهامات.

تأتي هذه التصريحات في ظل تقارير لبنانية تشير إلى جهود وساطة جديدة تقودها مسقط لاستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية بهدف إنهاء الانقسام الاقتصادي، وإعادة تصدير النفط، ودفع رواتب الموظفين، في محاولة جديدة لإيجاد حلول دائمة للأزمة اليمنية المتفاقمة.