(عدن) – “الثوري” :
ناقش محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، اليوم السبت في لقاء مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، التداعيات الاقتصادية الصعبة التي تواجه اليمن نتيجة التوترات الإقليمية والعالمية. وأشار المعبقي إلى الأوضاع الاقتصادية الهشة التي يقف اليمن على شفا الانهيار بسببها، في ظل استمرار الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية منذ عشر سنوات وما ترتب عليها من أزمات إنسانية غير مسبوقة. وقد فاقمت هذه المليشيات الوضع بتكرار هجماتها على مرافئ وناقلات النفط وتوقف صادراته، ما حرم اليمن من مصدر دخل رئيسي وزاد من حدة الأزمة الاقتصادية.
وأوضح المعبقي أن التوترات في البحر الأحمر رفعت تكلفة النقل والتأمين، ما شكل عبئًا إضافيًا على الاقتصاد اليمني المتداعي. ولفت إلى تقاعس المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته في دعم استقرار اليمن، وسط غياب آفاق واضحة للسلام، بسبب تعنت الحوثيين ورفضهم للتفاوض، ما جعل الوضع الاقتصادي غير قابل للاستدامة ويهدد بكارثة إنسانية أعمق.
من جانبه، عبّر المبعوث الأمريكي عن تفهمه العميق للتحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن، مشددًا على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم الشعب اليمني. وأكد على أهمية الإصلاحات التي ينفذها البنك المركزي، وضرورة تعزيزها لضمان قدرة البنك على ممارسة وظائفه، وتحقيق استقرار أكبر للقطاع المالي والمصرفي في البلاد، بهدف دمجه في النظام المالي الإقليمي والدولي.
ويعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، حيث تراجعت قيمة العملة المحلية إلى مستويات متدنية،حيث واصل الريال اليمني انهياره المتسارع أمام الدولار حيث وصل حاجز 2049 دولار في التعاملات الصباحية منذرا بكارثة اقتصادية غير مسبوقة مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية ونقصها، وسط عجز حكومي كبير وشح في الموارد وتزايد الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي أصبحت تشكل شريان حياة رئيسي لملايين اليمنيين.