عدن – صحيفة الثوري:
بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أصدر ائتلاف العدالة من أجل اليمن بيانًا بعنوان “الصحافة في اليمن: حقيقة مُكمّمة وعدالة غائبة”، دعا فيه إلى إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب وضمان العدالة والحماية للصحفيين اليمنيين الذين يواجهون أوضاعًا من بين الأخطر في العالم.
وقال الائتلاف إن أكثر من عقد من الحرب حوّل مهنة الصحافة في اليمن إلى مهمة تهدد الحياة، مشيرًا إلى أن منظمات إعلامية وحقوقية وثّقت أكثر من 3000 انتهاك ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، من بينها أكثر من 60 حالة قتل ومئات الاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية، إضافة إلى أحكام بالإعدام ونزوح قسري لعدد كبير من الصحفيين.
وأضاف البيان أن ثقافة الإفلات من العقاب تتعمّق مع كل انتهاك، ما يؤدي إلى تآكل الثقة بمنظومة العدالة في البلاد. وكشف تقرير “مصائد الخوف” الصادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أحد أعضاء ميثاق العدالة من أجل اليمن، أن 76% من الصحفيين اليمنيين تعرضوا لتفتيش أجهزتهم الإلكترونية، فيما واجه أكثر من نصفهم ابتزازًا ماليًا مباشرًا عند نقاط التفتيش التابعة لأطراف الصراع.
وأشار البيان إلى أن سلسلة تحقيقات “من أجل الحقيقة” التي أصدرها المركز الحر للإعلام الاستقصائي، كشفت عن اغتيال 12 صحفيًا بطرق ممنهجة، تضمنت التفجيرات والتسميم وإطلاق النار المباشر، في ما وصفه الائتلاف بأنه “سياسة متعمدة لإسكات الأصوات المستقلة وقمع حق الجمهور في المعرفة”.
كما لفتت ورقة السياسات الأخيرة لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي إلى أن الحرب منذ عام 2015 خلفت أكثر من 2629 انتهاكًا ضد الصحفيين، مؤكدة أن الإفلات من العقاب بات “سمة بنيوية في منظومة العدالة اليمنية” نتيجة ضعف المؤسسات القضائية وتقادم التشريعات.
ودعا الائتلاف في بيانه أطراف الصراع في اليمن إلى التوقف الفوري عن استهداف الصحفيين واحترام حرية الإعلام، وتمكين الهيئات المستقلة من التحقيق في الجرائم والانتهاكات ضدهم. كما حثّ المجتمع الدولي على تفعيل آليات المساءلة الدولية ودعم برامج الحماية والتأهيل والدعم النفسي للضحايا.
وختم البيان بتحيةٍ إلى الصحفيين اليمنيين قائلاً:
“نحيي صمودكم في مواجهة الخطر والرقابة والخوف. أنتم شهود الحقيقة وصوت العدالة القادمة. واصلوا توثيق الواقع — فصوتكم هو الضمان الأخير لبقاء الحقيقة حيّة.”
يضم ائتلاف العدالة من أجل اليمن عددًا من المنظمات الحقوقية والإعلامية، منها: مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، المركز الحر للإعلام الاستقصائي، رابطة أمهات المختطفين، منظمة سام للحقوق والحريات، منظمة مساءلة، ومؤسسة الأمل الثقافية الاجتماعية النسوية.

