آخر الأخبار

spot_img

ترامب يهاجم رئيس كولومبيا ويتهمه بقيادة إنتاج المخدرات ويعلن وقف المساعدات الأميركية

صحيفة الثوري – تقرير خاص: 

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقف جميع أشكال المساعدات المالية والدعم المقدم لكولومبيا، موجهاً هجوماً حاداً ضد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي اتهمه بقيادة وتشجيع أكبر شبكة لإنتاج المخدرات في أميركا اللاتينية، والسماح بتحولها إلى المصدر الاقتصادي الأول في البلاد.

وقال ترامب في تصريحاته إن بيترو “يشجع زراعة المخدرات والإتجار بها على نطاق واسع، ولا يتخذ أي إجراءات لوقف هذا النشاط رغم المساعدات والمخصصات التي تقدمها واشنطن منذ عقود”، معتبراً أن تلك الأموال كانت “عملية خداع طويلة الأمد على حساب دافعي الضرائب الأميركيين”.

وهدد ترامب بإجراءات أكثر صرامة إذا لم تتخذ حكومة بيترو خطوات فورية، قائلاً:
“على بيترو أن يغلق هذه الحقول القاتلة فوراً، أو ستتولى الولايات المتحدة إغلاقها بنفسها، ولن يتم ذلك بلطف.”

من شراكة أمنية الي مواجهة سياسية

تاريخياً، تعد كولومبيا الحليف اللاتيني الأقرب لواشنطن في ملف مكافحة المخدرات، حيث تموّل الولايات المتحدة عمليات مكافحة الكارتلات، وتوفر تدريباً وتسليحاً للأجهزة الأمنية الكولومبية ضمن “خطة كولومبيا” التي تعد أحد أطول برامج التعاون الأمني في نصف الكرة الغربي.

لكن العلاقات دخلت مرحلة توتر منذ وصول غوستافو بيترو، القادم من اليسار الراديكالي، إلى السلطة عام 2022. إذ تبنى سياسة مغايرة تعتبر أن “الحرب على المخدرات فشلت”، داعياً إلى حلول تنموية واجتماعية بديلة بدلاً من المواجهات الأمنية والعسكرية التقليدية.

يرى مراقبون أن خطاب ترامب يتجاوز كولومبيا نفسها، ويحمل رسالة تحذير موجهة إلى حكومات اليسار الصاعدة في أميركا اللاتينية، خصوصاً تلك التي تبدي ميولاً لكسر النفوذ الأميركي أو التقارب مع الصين والبرازيل أو إعادة النظر في السياسات العقابية تجاه تجارة المخدرات.

كما يخدم التصعيد سياق ترامب الانتخابي الداخلي، حيث يركز على ملفات الأمن القومي والحدود والمخدرات باعتبارها أوراق ضغط شعبية داخل الولايات المتحدة، في ظل ارتفاع معدلات تهريب المواد المخدرة إلى الأراضي الأميركية

هل ستتوقف المساعدات فعلاً؟

يرجح محللون أن التهديد بوقف المساعدات قد يكون في المرحلة الحالية ورقة ضغط سياسية أكثر من كونه قراراً نهائياً، لكون تلك المساعدات مرتبطة أيضاً بالبنية الأمنية والعسكرية للمنطقة، وأي فراغ قد ينتج عن تراجع النفوذ الأميركي قد تستغله شبكات التهريب أو قوى منافسة دولياً.

ومع ذلك، فإن لغة الخطاب تعكس انتقال العلاقة بين الطرفين من التشكيك إلى المجابهة المباشرة، في مؤشر على مرحلة جديدة في مقاربة واشنطن تجاه الحكومات اللاتينية ذات النهج المستقل أو المناوئ لسياساتها.