صحيفة الثوري- كتابات:
مراد حسن بليم
ظلت ( صحيفة الثوري ) طوال مراحل صدورها الطويلة استثناء صحفيا زخر بحقيقة الفكر الذي حرر عقول كثيرة من رواسب الجهل والتخلف والنفاق السياسي ،لم تكن صحيفة عادية فهي لسان الحزب الاشتراكي الذي صنع تحولات عظيمة في مراحل مختلفة من التاريخ ..
الثوري الغراء ليست مجرد صحيفة بل كانت ابرز أدوات التغيير وواحدة من الجبهات المكافحة عن الحرية وحقوق الانسان واشكال اضطهاد المرأة ودونية الازدراء وتصدت ببسالة لكل ما كان يشوه القيم الوطنية ويحاول تسريب قبحه على كل ما هو جميل ..
رافقت ( الثوري ) العمال في مصانعهم والبسطاء في حقولهم،والأحرار في كفاحاتهم النبيلة وكانت صوت من لا صوت له،نهل من نبعها الغزير الطالب والمثقف وفئات الشعب التي اعتبرتها صوتها ويدها وبندقيتها ..
قرأت ( الثوري ) منذ زمن بعيد وكانت أغلى أحلامي ان اكتب بها يوما وان يتدلى اسمي على احدى اعمدتها او صفحاتها ، كانت أمنية طالب شغفت ( الثوري ) لبه وصاحبني الحلم حتى تحقق ، وشعرت وما أزال بالفخر انها نشرت كتاباتي المتواضعة كما كان يفخر الشعراء بتعليق قصائدهم على جدار الكعبة ..
تصدرت ( الثوري ) صحف المعارضة وقالت في نظام عصابة يوليو الأسود كل الحقائق التي كان يخفيها على الشعب ، حوكمت كثيرا وعرت فساد ( المركز المقدس ) وكشفت كل النوايا الخبيثة لمئالات البلد الان ، واستمرت تحارب رغم ظروف الحزب القاهرة ولم تتوقف عن الصدور حين تم نهب مطابعها او حتى حين تعرض محرريها للسجن والتهديد بالقتل والتصفية واستمرت فعلا ثوريا مدافعا عن كل قضايا المقهورين بلا استثناء .
انتصرت الثوري ( لصعده ) في حروبها وكانت صوتها الى العالم وحين خرجت صعده ( بسيدها الغر ) ومليشياته المتخلفة لممارسة القتل ضد اليمنيين وانقلابهم على مؤسسات الدولة الشرعية وقفت ( الثوري ) بصلابة امام ذلك وجابهت وقاومت بالكلمة والفكر ولم يخشى محرروها عدمية تلك المليشيات ولم يهربوا كما فعل الكثير وصمدوا في مواجهة الخطر وفاء للكلمة الشريفة واجلالا لمواقف الصحيفة الوطنية الثورية التي لن يتوقف إشعاعها الكاشف للحقيقة المفعم بالأبجدية الخالدة لمعنى الصحافة الوطنية.
حملت القضية الجنوبية عنوانا لها وناضلت من اجلها وشاركت في ميادين النضال السلمي ونقلت اخبار الفعاليات والمظاهرات والاحتجاجات،كما تصدت لأفعال شيطنة الحراك السلمي ودافعت عن قياداته وناشطيه،وظلت الرئة التي تنفس منها كل ذي رأي وقضية ،وجسدت معنى السلطة الرابعة قولا وفعلا ولم تأبه لرقيب الحظر وسلطة الغلبة.
كل عام وانت بخير ايها المشعل الذي لن ينطفئ.