آخر الأخبار

spot_img

آلاف الفلسطينيين يعودون إلى ديارهم مع صمود وقف إطلاق النار

(غزة) – “صحيفة الثوري”:

تدفق آلاف الفلسطينيين شمالا على طول ساحل غزة اليوم السبت عائدين سيرا على الأقدام أو على متن سيارات وعربات إلى منازلهم المهجورة والمدمرة، مع صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وتراجعت القوات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من اتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وحولت أجزاء كبيرة من القطاع إلى أنقاض.

وقالت نبيلة بصل بينما كانت تسير على قدميها مع ابنتها “الشعور لا يوصف الحمد والشكر لله… إن شاء الله تكون آخر معاناة إلنا… إحنا مبسوطين عهد الله كتير كتير إنها وقفت ها الحرب وخلصت المعاناة”.

وذكرت أن ابنتها أصيبت في رأسها جراء الحرب.

منازل مدمرة

بالنسبة للبعض الآخر، قادهم طريق العودة، عبر أراضي غزة القاحلة، إلى منازل تحولت إلى أكوام من الحطام.

قال أحمد الجعبري، وهو يقف وسط أنقاض أحد شوارع مدينة غزة “منزلي، الذي بنيته قبل 40 عاما، دُمر في لحظة”. أنا سعيدٌ لأنه لا دماء ولا قتلَ (ولكن) إلى أين سنذهب؟ هل سنعيش عشرين عاما في خيمة؟

وفي إسرائيل، مع حلول الظلام، تجمع عشرات الآلاف في ساحة الرهائن بتل أبيب، حيث عمت الهتافات المعبرة عن الفرحة بعد عامين من الاحتجاجات التي سادت فيها مشاعر الغضب والحزن.

وصعد إلى المنصة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيفانكا ابنة ترامب برفقة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي لعب دورا رئيسيا في مفاوضات وقف إطلاق النار منذ تولي ترامب منصبه.

قال ويتكوف “حلمتُ بهذه الليلة. لقد كانت رحلة طويلة”. وهتف بعض الحضور قائلين “شكرا لك يا ترامب، شكرا لك يا ويتكوف”، وأطلقوا صيحات استهجان عند ذكر اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتوجه ويتكوف بالحديث إلى الرهائن، قائلا “عند عودتكم إلى أحضان عائلاتكم ووطنكم، اعلموا أن إسرائيل والعالم أجمع على أهبة الاستعداد لاستقبالكم في دياركم بأذرع مفتوحة ومحبة لا حدود لها”.

العد التنازلي لإطلاق سراح الرهائن

بمجرد أن أكملت القوات الإسرائيلية إعادة انتشارها أمس الجمعة، وهو ما يبقيها خارج المناطق الحضرية الرئيسية لكنها لا تزال تسيطر على نصف القطاع تقريبا، بدأ العد التنازلي من أجل أن تفرج حماس عن الرهائن خلال 72 ساعة، بحلول ظهر يوم الاثنين.

وقال هاجاي أنجريست والد ماتان المحتجز رهينة “نحن متحمسون للغاية، ننتظر ابننا وجميع الرهائن وعددهم 48… نحن في انتظار المكالمة الهاتفية”.

ويعتقد أن 20 من هؤلاء الرهائن المتبقين ما زالوا على قيد الحياة.

وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن 26 رهينة لقوا حتفهم فيما لا يزال مصير رهينتين غير معروف حتى الآن.

ووفقا للاتفاق، ستفرج إسرائيل بعد تسليم الرهائن عن 250 فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة و1700 معتقل احتجزتهم خلال الحرب.

وينص الاتفاق كذلك على دخول مئات الشاحنات يوميا إلى غزة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية.

وقالت تيس إنجرام المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم السبت إن المنظمة تتوقع زيادة كبيرة في إمدادات الأغذية عالية الطاقة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالإضافة إلى لوازم النظافة الشهرية والخيام، ابتداء من يوم غد الأحد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ويتكوف وكوشنر وقائد القيادة المركزية الأمريكية الأميرال براد كوبر رافقوا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في غزة.

وقال كوبر في بيان إن زيارته تأتي في إطار تشكيل قوة عمل لدعم جهود تحقيق الاستقرار في غزة ولكن لن يتم نشر قوات أمريكية داخل القطاع.

توقعات بأن يزور ترامب إسرائيل ومصر

لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين، وهو أكبر خطوة حتى الآن نحو إنهاء الحرب الدائرة منذ عامين، قد يفضي إلى إرساء سلام دائم بموجب خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة.

وقد تظهر خلافات في كثير من الأمور إذ لم يجر الاتفاق بعد على باقي النقاط في خطة ترامب، ومنها كيفية إدارة قطاع غزة المدمر بعد انتهاء الحرب ومصير حركة حماس، التي ترفض مطالب إسرائيل بإلقاء سلاحها.

وفي حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، عبر ترامب عن ثقته في صمود وقف إطلاق النار قائلا “القتال أنهك الجميع”. وعبر عن اعتقاده بوجود “توافق” بشأن الخطوات المقبلة، لكنه أقر بأن بعض التفاصيل لا يزال يتعين حسمها.

ومن المتوقع أن يزور ترامب المنطقة يوم الاثنين ويلقي كلمة أمام الكنيست، ليكون أول رئيس أمريكي يفعل ذلك بعد جورج دبليو.بوش عام 2008.

وقال ترامب إنه سيتوجه أيضا إلى مصر، ومن المتوقع حضور زعماء دول أخرى.

وسادت حالة من البهجة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد الإعلان عن الاتفاق لوقف إطلاق النار بعد حرب استمرت عامين قتلت أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ولإعادة الرهائن المتبقين الذين اختطفتهم حماس في هجومها على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب.

وتقول إسرائيل إن الهجوم الذي قادته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.

– رويترز