(روما) – “صحيفة الثوري”:
كشف تقرير حديث لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن بلغت مستويات حرجة خلال يوليو/تموز الماضي، حيث فشلت سبعة من كل عشرة أسر في تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية، في مؤشر جديد على تفاقم الكارثة الإنسانية المستمرة منذ سنوات.
وأوضح التقرير أن معدل الاستهلاك غير الكافي للغذاء سجّل أعلى مستوى له على الإطلاق، إذ طال 71% من الأسر في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مقابل 69% في مناطق سيطرة الحوثيين، بزيادة سنوية بلغت 11% و13% على التوالي.
وأشار البرنامج إلى أن الحرمان الغذائي الشديد ارتفع على مستوى البلاد إلى 44% خلال يوليو، مقارنة بـ36% في الشهر ذاته من العام الماضي، وهو ما يعكس تدهوراً ملحوظاً في قدرة الأسر على الحصول على الغذاء الكافي. وسُجلت أعلى نسب سوء استهلاك للغذاء في محافظات الجوف والبيضاء ولحج وعمران وريمه وحجة، حيث تخطت جميع المحافظات اليمنية عتبة “عالية جداً” من الحرمان الغذائي.
وربط التقرير تصاعد الأزمة بعدة عوامل، أبرزها تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، وغياب مصادر الدخل، إضافة إلى استمرار الصراع، والمخاطر المناخية، وقيود الاستيراد. كما أشار إلى أن القيود المفروضة على العمليات الإنسانية في مناطق الحوثيين، إلى جانب العقوبات المرتبطة بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية، زادت من صعوبة وصول المساعدات إلى ملايين المحتاجين.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن هذه المؤشرات تضع اليمن بين الدول الأكثر معاناة في العالم من انعدام الأمن الغذائي، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لاحتواء الأزمة ومنع انزلاق ملايين اليمنيين نحو المجاعة.