رسالة إلى المعلمين

“صحيفة الثوري” – كتابات:

عبدالرحمن أنيس

أود أن أخاطبكم مباشرة بعيدًا عن الكيان التخريبي المسمى “نقابة المعلمين الجنوبيين”:

لقد جربتم الإضراب خمس سنوات متواصلة، ولم يثمر لكم شيئًا .. وخلال هذه الفترة التقيت شخصيًا باثنين من رؤساء الحكومات المتعاقبة، وناقشت معهم قضية المعلمين، وكان جوابهما واحدًا: أي زيادة في المرتبات أمر مستحيل.

والأسباب كانت واضحة:

أولًا: الظروف المالية القاسية للبلد، خصوصًا بعد توقف تصدير النفط الخام.

ثانيًا: أن الاستجابة لمطلب المعلمين رغم استحالة تنفيذه واقعيا ستفتح الباب أمام جميع موظفي المرافق غير الإيرادية التي تتشابه ظروف موظفيها مع ظروف المعلمين للمطالبة بالشيء نفسه، بما قد يشل مؤسسات الدولة بإضراب عام.

إزاء هذا الواقع غير المستقر، لا يوجد حل جذري في الوقت الراهن، وإنما على كل سلطة محلية أن تعالج أوضاع معلميها بحسب قدراتها ..

وفي عدن، اتخذت السلطة المحلية قرارًا برفع الحافز الشهري إلى خمسين ألف ريال، وسنواصل الضغط لرفعه أكثر خلال العام القادم.

أيها المعلمون الأعزاء .. أنتم تدركون أكثر مني أن تعطيل التعليم لن يجلب لكم حلاً، وقد جربتم ذلك منذ عام 2019.

وتعلمون أيضًا أن من استطاع من الأسر وفر تعليمًا لأطفاله في المدارس الخاصة، بينما بقي أبناء الفقراء وحدهم في مواجهة مصير مظلم .. فلا تجعلوا فقرهم ذنبا يحرمهم من حقهم المقدس في التعليم.

التاريخ سيذكر أن المعلّم كان سندًا للمجتمع لا خصمًا له، وبأنكم حملتم رسالة العلم في أحلك الظروف، ورفضتم أن يكون أبناء الفقراء ضحايا صراعٍ لا يد لهم فيه.