صحيفة الثوري – تقارير
أصدرت منظمة سام للحقوق والحريات تقريرًا استقصائيًا بعنوان “أشلاء في الزاوية المعتمة”، يوثق ملابسات مقتل خمسة أطفال في انفجار غامض بحي العرسوم في مديرية التعزية شمالي محافظة تعز، يوم الجمعة 11 يوليو 2025.
وقد كشف التقرير عن تناقضات جوهرية في الرواية الرسمية لجماعة الحوثي، التي سارعت إلى اتهام القوات الحكومية بالمسؤولية عن الحادثة.
تناقضات رواية الحوثيين
وقعت الحادثة مساء الجمعة عندما كان الأطفال يلهون قرب منازلهم، مما أسفر عن مقتل خمسة منهم تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا. وبحسب التقرير، فإن المنطقة تخضع بالكامل لسيطرة جماعة الحوثي، ما يضع مسؤولية تأمينها على عاتقهم.
وشكك التقرير في صحة رواية الحوثيين التي اعتمدت على مشاهد متأخرة لقذيفة هاون وحفرة في الأرض، مشيرًا إلى عدة نقاط مثيرة للريبة:
– تأخر التغطية الإعلامية: لاحظ التقرير أن قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين تأخرت في نشر الخبر لأكثر من ساعتين، رغم فداحة الحادثة، وهو أمر غير معتاد في مثل هذه الظروف التي تتطلب توثيقًا فوريًا.
– تلاعب محتمل بمسرح الجريمة: أظهرت المشاهد الأولية التي سُجلت بعد الانفجار مباشرةً عدم وجود أي حفرة في الأرض. وقد ظهرت الحفرة وذيل القذيفة لاحقًا في مشاهد تم تصويرها في اليوم التالي.
ونقل التقرير عن أحد الشهود في رواية الحوثيين قوله “حفرنا وأخرجنا جناح المقذوف”، مما يشير إلى أن الحفرة لم تكن نتيجة الانفجار بل تم حفرها لاستخراج بقايا المقذوف.
– طبيعة الإصابات: أشار التقرير إلى أن إصابات الأطفال تركزت بشكل أساسي على الأطراف السفلية (بتر أو تهتك)، وهو نمط يتسق أكثر مع انفجار جسم على الأرض أو مدفون فيها، وليس مع قذيفة هاون ساقطة من الأعلى، والتي تسبب إصابات أوسع نطاقًا في الرأس والصدر.
– غياب التوثيق الشعبي: لم يُرصد أي منشور أو توثيق من الأهالي على منصات التواصل الاجتماعي فور وقوع الحادثة، وهو ما قد يشير إلى وجود رقابة أو منع من النشر بهدف التحكم في السردية الإعلامية.
دعوة لتحقيق مستقل
انتقد التقرير المنظمات الأممية مثل اليونيسف ووكالات الأنباء الدولية مثل رويترز لتبنيها اتهامات الحوثيين دون إجراء تحقيق ميداني مستقل، واعتبر ذلك “تساهلاً غير مبرر”.
ودعت المنظمة في توصياتها ٳلى فتح تحقيق مستقل ومحايد يجريه خبراء أسلحة وطب شرعي و فحص الموقع الفعلي للانفجار وتحليل نوع المتفجر المستخدم و إجراء مقابلات مستقلة مع سكان الحي في بيئة آمنة بالٳضافة ٳلى إدراج الحادثة ضمن التقارير الدورية المعنية بانتهاكات القانون الدولي الإنساني.
وأكد التقرير أن استمرار غياب التحقيق المستقل وتوظيف الألم لأغراض سياسية يعد انتهاكًا إضافيًا لحقوق الضحايا.