آخر الأخبار

spot_img

تصاعد التوترات النووية…. هل يواجه الشرق الأوسط خطر التسرب الإشعاعي؟

صحيفة الثوري – متابعات

تتزايد المخاوف الإقليمية من احتمال حدوث تسرّب إشعاعي، وذلك في ظل تصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

تأتي هذه المخاوف عقب تقارير عن استهداف إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية، وما تلا ذلك من تهديدات طهران بقصف مفاعل ديمونة في صحراء النقب.

يستحضر البعض ذكريات مأساوية لكارثتي تشرنوبل وفوكوشيما، إلا أن خبراء يؤكدون أن تكرار مثل هذه السيناريوهات يبقى احتمالاً ضعيفاً في السياق الحالي.

هل الخطر حقيقي؟

يؤكد الخبير والمستشار في الأمن النووي والأمان الإشعاعي، عبد الوالي العجلوني، أن الخوف العام من الإشعاع غالباً ما ينبع من سوء فهم لطبيعته ومصادره، ويرتبط في الأذهان بالهجومين النوويين على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

ويوضح العجلوني أن “ليس كل إشعاع نووي يعني كارثة”، مشيراً إلى أن المواد المشعة تختلف في كمية الإشعاع الصادرة عنها وبالتالي في خطورتها، وأن خطرها يزول بمجرد اختفائها من الهواء.

ويشرح العجلوني أنَّ خطر استهداف المواقع النووية في إيران يختلف حسب نوع المنشأة. ففي منشآت التخصيب، حيث يُعالج اليورانيوم لزيادة نسبة نظير “يو-235” U-235 وتحويله إلى وقود، يكون الإشعاع الصادر عنه منخفضاً نسبياً ولا يشكل خطراً بيئياً كبيراً في حال تسربه.

أما في المفاعلات النووية، حيث يستخدم هذا الوقود لتوليد الطاقة، تنتج نواتج انشطار شديدة الإشعاع مثل السيزيوم والسترونشيوم والبلوتونيوم. هذه المواد المشعة بدرجة عالية، وبعضها يدوم لعقود خاصة في التربة والمياه، لكن أغلبها تختفي بسرعة وينتهي خطرها الإشعاعي.

بناءً عليه، يعد الخطر الإشعاعي في المفاعلات أكبر بكثير بسبب خطورة انتشار نواتج الانشطار أو ما تسمى المواد المشعة، خاصة في حال وقوع تسرب أو دمار بفعل هجوم أو خلل فني.

وفيما يتعلق بالمنشآت البحثية، مثل تلك الموجودة في طهران أو آراك، فهي تحتوي على كمية محدودة من نواتج الانشطار.

ويوضح العجلوني أن استهدافها لن يتسبب بتلوث إشعاعي كبير أو عابر للحدود، بالرغم من إمكانية أن يتسبب بأخطار موضعية، خاصة إذا كان هناك أشخاص داخل المنشأة أو على مقربة منها وقت الاستهداف، مما يعرض صحتهم للخطر. وبالتالي، لن يؤدي استهداف منشآت التخصيب، مثل نطنز وفوردو، إلى أي تلوث عابر للحدود أو خارج المنشأة حتى في حال تسرب اليورانيوم.

ماذا عن ديمونة؟

بخصوص مفاعل ديمونة الإسرائيلي الذي هددت إيران باستهدافه، يلفت الأدهم إلى أن المعلومات عنه شحيحة للغاية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بكمية المواد المشعة التي قد تنتشر إذا قُصف.

وأوضح أن استهداف ديمونة يفرض تطبيق إجراءات الطوارئ في دائرة قطرها 30 كيلومتراً فقط. وأضاف أن انتشار المواد المشعة يتحكم فيه عموماً اتجاه الريح والظروف الجوية، مما يفرض على الدول المحيطة مثل مصر والأردن ولبنان وسوريا اتخاذ إجراءات لقياس نسب الإشعاع في أراضيها.

ويشرح العجلوني أنه رغم الهواجس المتكررة بشأن تسرب إشعاعي في حال استهداف مواقع نووية، فإن ما يقيس الخطر فعلياً هو مقدار الجرعة التي يتعرض لها الإنسان من الإشعاع، والتي تحددها الجهات المختصة بـ50 ملي سيفرت في السنة، إذ يمكن للإنسان أن يتعرض لجرعات منخفضة من الإشعاع دون ضرر.

وتبدأ التأثيرات الصحية بالظهور فقط عند التعرض لجرعات تتجاوز 1000 ميلي سيفرت دفعة واحدة، مثل الغثيان أو ضعف المناعة والحروق الإشعاعية -وفق منظمة الصحة العالمية-، بينما تصبح الجرعات التي تتجاوز 4000 ملي سيفرت مهددة للحياة في حال عدم وجود علاج، وعند وصول النشاط الإشعاعي إلى 6000 ملي سيفرت فإن معدل الوفاة يصل إلى 100%.

المصدر: الجزيرة نت