صحيفة الثوري – عربي ودولي
يشهد الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث تتواصل الهجمات المتبادلة لليوم الثامن على التوالي.
هذا التصعيد غير المسبوق يثير قلقاً دولياً عميقاً من احتمال انخراط أطراف إقليمية ودولية أخرى، لا سيما القوات الأمريكية، في هذا النزاع المتفاقم، مما يزيد من دعوات التهدئة وخفض التصعيد لتفادي كارثة إقليمية.
التصعيد الميداني ….هجمات صاروخية متواصلة
استمرت الهجمات المتبادلة كسمة بارزة لهذا اليوم، حيث تم تسجيل هجوم إيراني جديد أسفر عن سقوط صاروخ بشكل مباشر على موقع في جنوب إسرائيل.
هذا الهجوم، الذي وثقته مقاطع فيديو، يؤكد استمرار الدائرة العنيفة من الردود والتصعيد على الأرض، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
الملف النووي الإيراني
يظل الملف النووي الإيراني في صلب الاهتمام والجدل. صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأن إيران لم تكن تسعى لتصنيع قنبلة نووية عند بدء الهجوم، مستذكراً “تصريحات الـ45 دقيقة المأساوية” التي أثارت تساؤلات حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني وأهدافه.
في سياق متصل، تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران لم تتخذ قراراً نهائياً بصنع القنبلة النووية، مما يترك الباب مفتوحاً أمام تفسيرات متعددة لمسارها المستقبلي.
الأبعاد الاقتصادية والسياسية للصراع
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن إسرائيل تتكبد “تكلفة خيالية” لاعتراض صاروخ إيراني واحد، مما يسلط الضوء على الأعباء المالية الهائلة التي يفرضها هذا الصراع على ميزانيات الدول المعنية.
موقف الإدارة الأمريكية من التصعيد
تشير تقارير مثل ما نشرته “نيويورك بوست” إلى تردد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في توجيه ضربة عسكرية لإيران، خوفاً من تكرار سيناريو “ليبيا أخرى”، مما يعكس التعقيدات السياسية والاستراتيجية التي تواجه صانعي القرار في واشنطن
تهديدات “الخلايا النائمة”
أدت تحركات “الخلايا النائمة” المرتبطة بـ”حزب الله” والمدعومة من إيران إلى تحرك مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، مما يبرز اتساع نطاق التهديد ليشمل أبعاداً أمنية داخلية في دول أخرى.
خيارات التصعيد
ما زالت الخيارات العسكرية المتقدمة مطروحة على الطاولة، حيث أشارت صحافية أمريكية إلى أن استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإيراني لا يزال قيد النقاش في واشنطن، مما يؤكد جدية التهديدات المتبادلة وارتفاع مستوى المخاطر.
تطورات أمنية واستخبارات
كشف مستشار وزير الخارجية الإيراني عن إحباط “مؤامرة إسرائيلية كبرى” كانت تستهدف نائب وزير الخارجية الأسبق، عباس عراقجي، في طهران، مما يشير إلى استمرار العمليات الاستخباراتية السرية بين الطرفين.
دوت صفارات الإنذار بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجوم إيراني بالمسيرات، في حين سُمع دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران، وتعمل المضادات الجوية بكثافة في طهران، مما يدل على اتساع رقعة الاستهدافات الجغرافية وتكثيف الدفاعات الجوية.
مع استمرار هذا التصعيد، تتجه الأنظار نحو تطورات اليوم التاسع، وسط حالة من الترقب الدولي لمدى إمكانية احتواء هذا الصراع المتنامي وتجنب تبعاته الكارثية على الأمن الإقليمي والعالمي.
تبقى الجهود الدبلوماسية والدعوات الدولية لضبط النفس هي الأمل الوحيد في منع انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.