آخر الأخبار

spot_img

تصاعد التوتر في الخليج: تحذيرات نادرة وإجلاء دبلوماسيين وسط مؤشرات على تصعيد عسكري وشيك

صحيفة الثوري- تحليل: 

تشهد منطقة الخليج وممراتها البحرية الاستراتيجية حالة من التوتر المتصاعد، وسط تحذيرات دولية وتحركات دبلوماسية وعسكرية غير مسبوقة، تشير إلى احتمالية انفجار وشيك في المشهد الإقليمي.

ففي تطور لافت، أصدرت هيئة التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) تحذيراً نادراً من “تصاعد التوترات” في الخليج العربي، ومضيق هرمز، وخليج عُمان، محذّرة من احتمال وقوع تصعيد عسكري قد يؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة البحرية، خصوصاً السفن التجارية وناقلات النفط التي تعبر هذه الممرات الحساسة يومياً. وتأتي هذه التحذيرات وسط اتساع رقعة التهديدات في تلك الممرات، التي تشكّل شرايين حيوية للاقتصاد العالمي.

بالتوازي، أكدت السفارة الأميركية في بغداد استعدادها لتنفيذ عملية إجلاء منظم لموظفيها بسبب “تهديدات أمنية” متزايدة، في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأميركية سحب الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من البحرين والكويت. كما مُنح أفراد عائلات العسكريين الأميركيين في البحرين تصريحاً بالمغادرة المؤقتة، في مؤشر واضح على تدهور الوضع الأمني ووجود مخاوف من هجمات محتملة.

اللافت أن هذه التحركات لم تأتِ من قيادة الأسطول الخامس الأميركي أو من القيادة المركزية (CENTCOM)، بل يُرجّح أنها تمت بتوجيه مباشر من البيت الأبيض، ما يعزز القناعة بأن الأمر لا يقتصر على إجراءات احترازية، بل استعداد فعلي لمواجهة محتملة.

نمو النفوذ الإسرائيلي 

لم تعد إسرائيل تخفي دورها العسكري في الإقليم. خلال الأشهر الماضية، نفذت ضربات جوية معلنة في سوريا ولبنان، واستهدفت مواقع عسكرية وأمنية في اليمن أيضًا، ضمن ما تصفه بتكثيف عملياتها الوقائية ضد التمدد الإيراني. وأكدت مصادر رسمية إسرائيلية أن هذه العمليات ستتواصل، وأن الجيش أنهى استعداداته لتنفيذ ضربة محتملة ضد منشآت نووية إيرانية، في حال وصلت المحادثات بين طهران وواشنطن إلى طريق مسدود.

لم تعد الضربات الإسرائيلية محدودة أو سرّية، بل باتت تحمل توقيعاً سياسياً وعسكرياً مباشراً، ضمن ما يبدو أنه تحوّل نوعي في الاستراتيجية الإسرائيلية، من سياسة “الغموض البناء” إلى “الردع العلني”.

باب المندب والبحر الأحمر: جبهات مرشّحة للاشتعال

في الجنوب، تواصل جماعة الحوثي هجماتها على السفن الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ، في تحدٍّ صريح للتحالفات الدولية البحرية. وتشير تقارير أمنية إلى وجود تنسيق بين طهران ووكلائها لتوسيع رقعة التهديد البحري من مضيق هرمز حتى خليج عدن، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.

مأزق نووي وغياب الثقة

في الخلفية، ما تزال المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تراوح مكانها، وسط مؤشرات على اقتراب طهران من تطوير قدرات نووية حساسة. وتشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تزايد مستويات تخصيب اليورانيوم، في ظل قيود فرضتها إيران على دخول المفتشين إلى بعض المواقع. ومع غياب أفق دبلوماسي واضح، تتجه المنطقة نحو مرحلة أكثر حرجًا.

يشهد الشرق الأوسط ومنطقة الخليج واحدة من أخطر مراحل التوتر منذ عقود. القوى الفاعلة تتحرك عسكرياً وسياسياً بوضوح غير مسبوق، والخطوط الحمراء القديمة لم تعد قائمة. وإذا استمرت وتيرة التصعيد، فإن الأسابيع المقبلة قد تحمل تحوّلاً جذريًا في خريطة التوازنات الإقليمية.