أبين – “صحيفة الثوري”:
في تصعيد خطير يعكس الانفلات الأمني بمحافظة أبين، أقدمت مجموعة مسلحة، صباح امس السبت، على اعتراض حافلة تابعة لمصنع أسمنت الوحدة في منطقة النش – الكود بمديرية خنفر، كانت تقل عدداً من موظفي المصنع في طريق عودتهم إلى محافظة عدن، وأجبرتهم تحت تهديد السلاح على النزول، قبل أن تستولي على الحافلة وتلوذ بالفرار.
وتأتي هذه الحادثة بعد نحو أسبوعين من واقعة مشابهة نفذتها الجماعة المسلحة ذاتها، حين اختطفت ستة من مدراء المصنع، قبل أن تفرج عنهم عقب حملة أمنية أعقبها تفاوض مع المسلحين. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الجماعة المسلحة طالبت مجدداً إدارة المصنع بسحب الشكوى الرسمية المقدمة ضدها.
وحذرت منظمات المجتمع المدني في محافظة أبين من تكرار هذه الحوادث، معتبرةً أن تواطؤ الأجهزة الأمنية أو تقاعسها عن أداء واجبها يسهم في تمادي الجماعات المسلحة ويعرض حياة المواطنين للخطر، فضلاً عن تقويض الاستقرار وتعزيز بيئة الفوضى.
ورجّحت مصادر محلية أن يكون تواطؤ بعض التشكيلات الأمنية مع الجماعة المسلحة ناجماً عن صلات قبلية، إذ ينتمي قائد المجموعة إلى نفس قبيلة أحد القيادات البارزة في قوات الحزام الأمني بمنطقة دلتا أبين.
وتعكس الحادثة تنامي النفوذ المسلح خارج مؤسسات الدولة، وسط مطالب متصاعدة بمساءلة القيادات الأمنية ووضع حد لحالة الانفلات المتفاقمة في المنطقة.