(إسلام أباد) – “صحيفة الثوري”:
إسلام آباد: استخدمنا مقاتلات “J-10C” الصينية لإسقاط 5 طائرات هندية بينها “رافال” الفرنسية
قالت باكستان إنها استخدمت طائرات مقاتلة صينية للرد على الضربات العسكرية الهندية، وأكدت أنها أبقت بكين على اطلاع كامل بشأن تحركاتها مع تصاعد التوترات في منطقة كشمير المتنازع عليها.
وقال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار أمام البرلمان مساء الأربعاء إن طائرات “جي-10 سي” الصينية تم استخدامها لإسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية على طول الحدود، بما في ذلك طائرات “رافال” الفرنسية الصنع، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الباكستانية.
لم تؤكد الحكومة الهندية رسمياً ما إذا كانت الطائرات التي تم استخدامها في الهجوم العسكري خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء قد تم تدميرها.
وقال دار إن باكستان أبقت بكين على اطلاع بشأن التحركات العسكرية بعد بدء الضربات مباشرة، حيث زار السفير الصيني في باكستان جيانغ زيدونغ وزارة الخارجية الباكستانية في الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء.
تصاعد التوترات بعد مقتل مدنيين في كشمير
تصاعدت وتيرة الأعمال العدائية بين الهند وباكستان-وهما دولتان نوويتان نشبت بينهما العديد من الصراعات بسبب منطقة كشمير المتنازع عليها- منذ الهجوم الذي وقع في يوم 22 أبريل وأسفر عن مقتل 26 مدنياً في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير.
قالت الهند إن الهجوم كان عملاً إرهابياً وألقت باللوم على باكستان لتورطها فيه، وهو الأمر الذي نفته إسلام آباد. نفذت الهند ضربات عسكرية ضد تسعة أهداف في باكستان صباح الأربعاء، وقالت نيو دلهي إنها كانت “دقيقة ومقيدة” وتهدف إلى أن تكون “غير تصعيدية”.
أعنف خرق للأراضي الباكستانية منذ 1971
تُمثل الهجمات العسكرية الهندية أعمق خرق للأراضي الباكستانية منذ حرب 1971. وقالت القوات المسلحة الباكستانية إن 31 مدنياً لقوا حتفهم في الضربات، بينما أشار رئيس الوزراء شهباز شريف يوم الأربعاء إلى أن باكستان سترد على الهجوم.
وقالت القوات المسلحة الباكستانية يوم الأربعاء إنها أسقطت طائرات هندية، بما في ذلك ثلاث طائرات رافال، وطائرة “ميغ-29″، وطائرة “سو-30″، دون تقديم أدلة. وخلال مؤتمر صحفي في نيو دلهي، قدم وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري تفاصيل عن الهجوم المسلح الذي وقع في أبريل والتحقيقات المتعلقة به، لكنه لم يعلق على ما أعلنته باكستان.
وكتب أنكيت باندا، الزميل البارز في مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي”، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “الهند سيكون لديها حوافز لتقليص حجم الأضرار، لكن باكستان إذا بالغت في عرض الأضرار، فإن هذا يمكن أن يخفف من الحوافز للتصعيد في المقابل”. وتابع باندا، مع تحذيره من أن الوضع قد يتغير بشكل كبير، “ستضطر باكستان للرد بالمثل”، مضيفاً أن ذلك قد يشمل توجيه ضربات ضد تسعة أهداف لدى الهند.
الصين تدعو لضبط النفس
وصفت الصين العملية العسكرية الهندية بأنها “مؤسفة”، وحثت وزارة الخارجية الصينية الطرفين على ممارسة ضبط النفس وامتناع كل منهما عن اتخاذ خطوات قد تعقد الوضع أكثر. تُعد الصين داعماً رئيسياً لباكستان وأكبر مزود للأسلحة لها. استوردت باكستان حوالي 82% من إجمالي واردات الأسلحة بين عامي 2019 و2023 من الصين، حسب بيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي، الذي يتتبع تدفقات الأسلحة العالمية.
إعلان باكستان بأنها أسقطت الطائرات الحربية الهندية لقي رواجاً كبيراً على منصة “ويبو” الصينية على غرار “إكس”، حيث احتفل بعض المستخدمين الصينيين بقوة الجيش الصيني. وجاء في أحد التعليقات البارزة إذا كانت الأخبار دقيقة: “الشركات الصينية التي تنتج الأسلحة والمعدات العسكرية ستشهد زيادة كبيرة في الطلب على منتجاتها”.
وكتب هو جيجين، رئيس التحرير السابق لصحيفة “غلوبال تايمز” القومية، على تطبيق “وي تشات” أنه إذا كانت الهجمات الناجحة التي تقول باكستان إنها نفذتها صحيحة، فإنها تظهر أن “مستوى التصنيع العسكري للصين قد تفوق تماماً على روسيا وفرنسا”، وأن تايوان يجب أن تشعر “بخوف أكبر”. شهدت أسهم شركات تصنيع معدات الدفاع الصينية ارتفاعاً يوم الأربعاء بعد ادعاءات باكستان.
محللون: الأسلحة الصينية تحت الاختبار الميداني
كتب محللون لدى “بلومبرغ إنتليجنس” في مذكرة بحثية أن النزاع بين الهند وباكستان، إذا تصاعد، قد يشهد اختباراً ميدانياً للأسلحة الصينية التي لم يتم استخدامها بشكل كبير، مما قد يساعد في التخفيف من القلق بشأن قدرتها القتالية.
روسيا والصين هما البلدان الرئيسيان اللذان يزودان دول جنوب آسيا بالأسلحة بشكل تقليدي، وتتصاعد التوترات في حين توجه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو للمشاركة في فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. ومن المقرر أن يعقد شي محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين يوم الخميس.
ترمب يدعو لحل النزاع
الرئيس دونالد ترمب وصف يوم الأربعاء النزاع بين الهند وباكستان بأنه “مُروع جداً” وقال إننا نريد أن “يتوصل البلدان إلى حل”. وقال ترمب رداً على سؤال خلال فعالية في البيت الأبيض: “لقد تبادلوا الضربات، لذا نأمل أن يتوقفوا الآن”. وأضاف: “نحن نتمتع بعلاقات جيدة مع كلا البلدين، ولنا علاقات طيبة مع كليهما، وأريد أن أرى هذا الصراع يتوقف. وأنا مستعدٌ للمساعدة في حل الأزمة إذا كانت هناك أي فرصة لذلك”.
استذكار أزمة 2019
كان آخر مرة اقتربت فيها الهند وباكستان من حافة نشوب حرب شاملة في عام 2019، بعد أن فجر انتحاري نفسه وقتل 40 من أفراد القوات الأمنية الهندية. وألقت الهند باللوم على باكستان بالوقوف وراء الهجوم، وردت بعد حوالي أسبوعين بأول ضربات جوية على الأراضي الباكستانية منذ عام 1971. فيما ردت باكستان بإسقاط طائرة هندية واعتقال الطيار الذي تم الإفراج عنه لاحقاً. وهدأت التوترات بعد ذلك بفترة قصيرة.
الهند أكثر عرضة للخسائر
في حين أن كلا البلدين يمتلكان القدرة على إحداث أضرار هائلة عسكرياً، إلا أن الهند، من الناحية الاقتصادية، أصبحت لديها مصالح أكبر بكثير لتخشى عليها.
أصبح الناتج المحلي الإجمالي المتصاعد للهند الآن أكبر ثمانية أضعاف من حجم الناتج المحلي الإجمالي لباكستان، حسب بيانات البنك الدولي، وهو الفارق الذي تضاعف تقريباً منذ بداية القرن. من جهة أخرى، بدأت باكستان في الخروج من أزمة اقتصادية استمرت لسنوات وأوصلتها إلى حافة الإفلاس، وهي تعتمد الآن على برنامج قرض بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
(بلومبرغ)