(نيودلهي) – صحيفة الثوري:
أعلنت الهند، اليوم الأربعاء، عن سلسلة من الإجراءات التصعيدية ضد باكستان، ردًا على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجموعة من السياح الهندوس يوم أمس، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا. وقالت السلطات الهندية إن منفذي الهجوم ينتمون لجماعات إسلامية متطرفة تنشط داخل الأراضي الباكستانية.
وشملت الإجراءات التي أعلنتها الحكومة الهندية:
- إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة للمواطنين الباكستانيين.
- تعليق “معاهدة مياه السند” الموقعة عام 1960
- إغلاق معبر “واجا” الحدودي بين البلدين.
وكانت باكستان قد حذّرت في وقت سابق من أن إلغاء معاهدة مياه السند، التي توسط فيها البنك الدولي، قد يُعد بمثابة “إعلان حرب”. وتنظم المعاهدة تقاسم مياه ستة أنهار رئيسية في حوض نهر السند، حيث تسيطر الهند على الأنهار الشرقية (ستلج، بياس، ورافي)، فيما تتمتع باكستان بحقوق أساسية على الأنهار الغربية (السند، جهلم، وتشناب)، مع سماح محدود للهند باستخدامها لأغراض غير استهلاكية كإنتاج الطاقة الكهرومائية.
وفي حال قررت الهند حجب تدفق المياه عن باكستان، فإن الأخيرة ستواجه أزمة مائية حادة تهدد أمنها المائي والغذائي، إذ تعتمد باكستان على هذه الأنهار لتلبية نحو 70% من احتياجاتها المائية، لاسيما في إقليمي البنجاب والسند، وهما ركيزتان أساسيتان للإنتاج الزراعي في البلاد.
كما أن قرار إغلاق معبر “واجا” الحدودي، الذي يربط بين مدينة أمريتسار الهندية ولاهور الباكستانية ويُعد من أبرز رموز التبادل الثقافي والتجاري، سيؤثر بشدة على تجارة المنتجات الزراعية ومواد البناء مثل الأسمنت، ويدفع باكستان إلى الاعتماد على مسارات بديلة أكثر تكلفة عبر دول ثالثة أو الموانئ البحرية، مما يزيد من تكاليف الاستيراد ويُفاقم معدلات التضخم.
ويتوقع محللون أن يواجه إقليم لاهور على وجه الخصوص تداعيات اقتصادية مباشرة تشمل ارتفاع البطالة وزيادة احتمالات الاضطرابات الاجتماعية.