(بكين) – “صحيفة الثوري”:
نفت الصين، اليوم، الاتهامات الأميركية التي وجهت إليها بشأن دعم جماعة الحوثي في اليمن من خلال تزويدها بصور أقمار صناعية لسفن في البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، إن بلاده “لعبت دوراً نشطاً في تهدئة التوترات منذ تصاعد الأوضاع في البحر الأحمر”، مؤكداً أنه “ليس على علم” بالاتهامات الأميركية الأخيرة. وانتقد المتحدث السياسات الأميركية، متسائلاً: “من يسعى للوساطة والحوار؟ ومن يفرض العقوبات ويؤجج التوتر؟ أعتقد أن المجتمع الدولي يعرف الجواب جيداً”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد اتهمت، أمس الخميس، شركة الأقمار الصناعية الصينية “تشانغ غوانغ” بتقديم دعم مباشر لهجمات الحوثيين على المصالح الأميركية في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، إن الشركة وفّرت صوراً عالية الدقة تُستخدم في استهداف السفن.
وأضافت بروس أن بكين “واصلت دعم الشركة رغم المحادثات الخاصة التي أجرتها واشنطن معها”، معتبرة ذلك دليلاً على “ازدواجية” موقف الصين التي تدعي دعم السلام، وفق تعبيرها.
ولم توضح بروس في البداية طبيعة الدعم، لكنها عادت لاحقاً لتؤكد أن الدعم يتمثل في توفير صور أقمار صناعية للحوثيين. كما اتهمت بكين وشركاتها بتقديم دعم تقني واقتصادي لدول مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران، إلى جانب وكلائها.
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة في عام 2023 عقوبات على شركة “تشانغ غوانغ”، متهمة إياها بتزويد مجموعة “فاغنر” الروسية بصور أقمار صناعية استخدمت في الحرب الأوكرانية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر 2023، ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن عبر قناة السويس، وتحويل مسارات عدد كبير من السفن نحو طرق بديلة أكثر تكلفة.
وفي محاولة لوقف هذه الهجمات، أطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة جديدة من العمليات العسكرية ضد الحوثيين منذ منتصف مارس الماضي.
وتعكس الاتهامات الأميركية الجديدة استمرار التوتر بين واشنطن وبكين، في ظل مواجهة اقتصادية وعسكرية آخذة في التصعيد، لا سيما بعد قرار إدارة ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية بشكل كبير.