“صحيفة الثوري” ـ كتابات:
د. أحمد المجرشي
تستمر أزمة الكهرباء في عدن بشكل يهدد حياة المواطنين، حيث يعاني الناس من انقطاع مستمر للكهرباء يصل إلى 12 ساعة يوميًا. في الوقت الذي يُنتظر فيه أن يمر الأسبوع الذي أضافه بن حبريش لتقديم وقود الكهرباء دون أن نعرف الكمية الدقيقة التي ستُقدم، مما يفاقم المشكلة ويزيد من حالة التوتر في المدينة.
في ظل هذا العبث المتواصل، لا أستطيع إلا أن أرى أن ما يحدث هو جزء من مخطط أكبر لتدمير المنجزات التي تم تحقيقها، وفي مقدمتها المحطة التي قدمتها الإمارات باستخدام الألواح الشمسية. فهذه المحطة التي تعتمد على الطاقة الشمسية لا تعمل إلا إذا توفرت طاقة 30 ميجا، وفي حال عدم توفر هذه الطاقة، فإن المحطة ستخرج عن الخدمة، ما سيؤدي إلى أضرار يصعب إصلاحها إلا بعد عامين بتكلفة قد تعادل تكلفة بناء المحطة من جديد. وهكذا، فإننا مهددون بأن نستقبل الصيف القادم في ظلام دامس وبدون ماء.
لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح بشكل واضح: هل يستطيع المجلس الانتقالي الحفاظ على هذا المنجز الذي يُحسب له، أم سيكتفي بالقول إن هذا لا يعنينا وأننا لا نملك سلطات على ذلك؟ إذا فشلنا في الحفاظ على هذه المحطة، سيكون من المستحيل تحقيق أي منجزات أخرى في المستقبل. بل إن هذا الفشل سيجعل من الصعب الحفاظ على ما تحقق، مما يضعنا في حالة من الضياع المطبق.
إن استمرار حالة الاغتراب للقيادات خارج البلاد لفترات طويلة لم تعد مقبولة، مهما كانت الأسباب. أصبح الشعب أكثر وعيًا بما يجري، وأكثر إدراكًا لمصير الإيرادات التي لا تذهب إلى دعم المرتبات أو الخدمات الأساسية، بل تُصرف لأغراض أخرى. وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن إغلاق المؤسسات الإيرادية من قبل النقابات والشعب أصبح أمرًا محتملاً، فالشعب أصبح يعرف أين تذهب هذه الإيرادات وما هي نتائج هذا التبديد.
في النهاية، لا بد من التأكيد على أن الشعب أصبح واعيًا تمامًا لما يحدث من استنزاف للموارد ومن تبديد للفرص، ولن يكون هناك مجال للحديث عن إنجازات أو تطور إذا استمر الوضع على هذا النحو. إن أي إهمال لهذا الوضع سيكون له عواقب وخيمة، وسيفقد القادة الذين يرفضون الاعتراف بمعاناة الشعب أي مصداقية، مما يفتح المجال لمزيد من التوتر والاحتقان.