“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:
عبدالحكيم الفقيه
لم يعوا وادعوا انهم فوق هذا التقزم والانحدار
يرسم الضوء منقار شحرورة في الجدار
والاذاعة تحكي عن الأرض في سيرها في المدار
والهراء يلف الفضاء
ويحوي المجرة في خفة واقتدار
والمسالك ملغومة بالنشيج
وتحت الحوافر تبكي بقايا الاريج
وهذي الحروب تفكر في نفسها وتدار
لا الندى موغل في الشحوب ولا الريح قادرة ان تشل الغبار
ولا اي شيء هنا يكتسي بالبشاشة حتى الفراشة عابسة قرب نافذة تتفتت في لحظة الانكسار
كل حرب نعود الى اول الشوط، نلقي الملامة فوق الذين قضوا في انتهاج المسار
البواصل مرجوجة لم تعد ترسم الآن دربا ولا شيء يمعن ، كل الرؤى ومضة وابتسار
لا تلم قدرا أنت لست به فاعلا فابتسم رغم قهر القرار
المدى موحش كالقبور فكن واثقا من ثبات الارادة رغم الردى والحصار
مر عام من الأخذ والرد، زاد الحنين وزاد الأنين، وجفت ينابيع احلامنا والنزوع، ولا شيء إلا ارتفاع المخافة من فاقة الناس والارتفاع الخرافي في السوق، يا بلدا لم يعد بلدا أين جاء البصيص؟ وأين اللآليء تلك التي خبأتها الطبيعة من جشع الناس في ردهات المحار؟
لقد صادروا كل شيء وجاءوا لنا باللصوص يسوسون أرزاقنا والرغيف فمصوا حليب الحروب وذاقوا ثمار الشتات وباعوا التراب وزادوا الخراب وحطوا لنا شارعا للتظاهر كيما ننوح ولا يذعنوا للمطالب، مطلبنا لم يعد غير تكبير حجم الرغيف ولا ضرر او ضرار.
مدنا في انحسار
لا اليمين يمين ولا صار حتى اليسار يسار.
18 يناير 2025
تعز