“صحيفة الثوري” – تقرير خاص:
فرضت جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها برامج ودورات طائفية تحت شعار “طوفان الأقصى”، تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بدءً من الطلاب في الجامعات وصولًا إلى موظفي الدولة.
وافادت مصادر طلابية بأن الجماعة ألزمت جميع الجامعات الحكومية والخاصة في صنعاء بتنفيذ محاضرات دورية حول “طوفان الأقصى” يومًا كاملًا في الأسبوع. ووفقًا للمصادر، يُحرم الطلبة المتغيبون عن حضور هذه المحاضرات من المشاركة في الاختبارات، ما يضعهم أمام خيار الخضوع للدعاية الطائفية أو مواجهة العقوبات.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن إجبار الجماعة عشرات الموظفين في وزارة الزراعة على حضور دورات عسكرية وفكرية أطلق عليها اسم “دورات طوفان الأقصى”. وأوضحت المصادر أن مديري الإدارات والأقسام في الوزارة كانوا من بين المستهدفين، حيث تُركز هذه الدورات على تعبئتهم فكريًا وعسكريا.ً
وأضافت المصادر أن هذه الإجراءات تأتي في وقت يعاني فيه القطاع الزراعي من تدهور متسارع بسبب “السياسات التدميرية” التي تتبعها الجماعة، والتي انعكست على مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية.
و منذ سنوات، تفرض جماعة الحوثي على جميع الموظفين في مناطق سيطرتها دورات طائفية تهدف إلى نشر أفكارها وتجنيد الأفراد فكريًا وعسكريًا. هذا النهج شمل كذلك تغييرات جذرية في المناهج التعليمية، حيث قامت الجماعة بإدخال تعديلات طائفية على المواد الدراسية، في خطوة تُثير قلقًا واسعًا من استهداف الأطفال والشباب، الذين يُعتبرون الفئة الأكثر تأثرًا بهذه السياسات.
وتهدف الجماعة الحوثية بهذه الممارسات الطائفية إلى إحكام السيطرة الفكرية على المجتمع وضمان استمرارية مشروع الجماعة القائم على تغذية النزاعات وتعزيز الانقسامات. ومع استمرار التدهور الاقتصادي والتعليمي، تزداد المخاوف من فقدان الأجيال القادمة القدرة على التفكير الحر والانخراط في بناء اليمن بعيدًا عن الصراعات الطائفية.
ختاماً، يرى مراقبون أن هذه السياسات ليست إلا حلقة في سلسلة طويلة من الإجراءات التي تسعى من خلالها جماعة الحوثي إلى تغيير الهوية الثقافية والفكرية للمجتمع اليمني، ما يستدعي تكاتف الجهود الوطنية والدولية لوقف هذه الممارسات وإعادة بناء منظومة تعليمية ووظيفية تخدم اليمن واليمنيين جميعًا.