آخر الأخبار

spot_img

إلى روح الرفيق الخالد سلطان الصريمي: ملهم الكلمة ومُشعل النضال

“صحيفة الثوري” – كتابات:
فائز نعمان

عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني

 

أيها الراحل الكبير، يا من جعلت الحرف نبضًا للوطن، والكلمة درعًا للمظلوم، وصوتًا يتحدى الطغاة.

كنت تزرع فينا المعاني التي لا تذبل، كلماتك يارفيق كانت بذورًا تنبت في قلوبنا شجاعة لا تعرف الانكسار، وإيمانًا بأن الوطن يستحق كل تضحية.

لحروفك معانٍ تعيد للوطن نبضه حين يختنق، وتُولد من بين الألم أملاً يشق طريقه نحو الحياة. كنت تُعلّمنا أن الكلمة إذا امتزجت بالحق، صارت أقوى من الرصاص، وأن الحرف إذا استُشهد من أجل قضية عادلة، فإنه يُبعث حيًا في وجدان الأجيال.

يا رفيق سلطان، يا من كنت شاعرًا بحجم وطن، ومناضلًا بحجم أحلامنا، كنت ترسم بالكلمات صورًا للوطن الحر، وتجعلنا نؤمن بأن التغيير يبدأ من الكلمة التي تنبض بالصدق، وتنحاز للإنسان. كنت تقول لنا إن الكلمة ليست مجرد حروف تُقال، بل موقف يُكتب بمداد العزة، وصرخة تُطلق ضد الظلم.

كلماتك، يا رفيق، كانت تزرع فينا شجرة لا تعرف الذبول. كنت تُشعل فينا جذوة النضال، وكأنك تنادي بنا من بين الحروف: لا تخذلوا الوطن، لا تتخلوا عن أحلام الفقراء، والطبقات الكادحة لا تقفوا متفرجين على طغيان الظلم.

لقد كنت تقول لنا دائمًا إن الحرف حين ينحاز للضعفاء، يصبح حياة جديدة تُولد في قلوبهم. وحين يُكتب بصدقٍ وشجاعة، يصبح ثورةً تقتلع الفساد، وتبني وطنًا يستحق أن نحيا من أجله.

أيها الرفيق الحاضر فينا رغم الغياب، إن إحساسك بالوطن لم يكن مجرد كلمات تُلقى، بل كان أفعالًا تكتب تاريخًا، وإلهامًا يجعلنا نؤمن بأن الحرف حين يُغرس في تربة الحرية، ينبت وطنًا جديدًا يتسع للجميع.

سلامٌ عليك أيها الشاعر الثائر، وصانع المعاني النبيلة، ستبقى كلماتك مشاعل تهدي خطانا في دروب الكفاح الطويلة.