“صحيفة الثوري” – ثقافة:
د. عبد الله الصنوي
الدكتور سلطان الصريمي … سلام لروحك الطاهرة التي حلقت في سمائنا، وستبقى محلقة بجمالها وسموها،
وسيبقى كُلُّ احتفاءٍ بالشاعر سلطان الصريمي، وكلَّ وجعٍ يَرسُمُ وداعنا له، احتفاءً مهيبا، وصمتا جليلا نستعيدُ بهما ما قد تفقده أرواحنا من جمال الشروق:
“قراءةٌ أولى في أَسْرارِ العِشْقِ”
تَرسُمُ خُطَى “الخَضْراءِ” والأمطارِ
والأفقِ المُلوّنِ مَباسِمَ ضّوءٍ
يَعْبقُ شذى صوتُكَ الحالم
يفَيْضُ نهرٌ يُغْرِقُ الجَوانحِ
يَمنحُ الأرضَ عِطْرِها
يُحَلّقُ كسِحابةٍ
تَزُفُّ “تهاني الطيور” ..
“سلامَ الزُّهور”
وعشقَ الترابِ
تَعزِفُ على كُلِّ بَحرٍ …
تُصيغُ للضًّحَى مَواويلَهُ
تُضيءٌ ضِفافًا بأوجاعِنا مُعتِمَهْ
تُنعِشُ غُصُونَ الحَياةِ
فنَقرأ في كُلَِّ غُصنٍ
سُورةَ التّوشيحِ
قصائدَ
نَنْهلُها كالهواءِ
تُرَمِّمُ أرْواحَنا
تُطرِّزُ أشْواقَنا
نَلُوذُ بها من وسْوَسات الظلامِ
نُسامِرُ في ضوئها نُجُومَ السماءِ
إلَى أنْ تَجِفَّ الدِّنان
** ** **
الآنَ يشارِكُني البحرُ قراءةَ أسرارِ العشقِ
بَوْحَ الرُّوحِ
وابجدياتٍ تتلألأُ كالصَّباح
تًشعِلُ لواعجَ القمر
وشوقَ الراعية “لسيلِ الجبلِ”
نَنْصِتُ معا لشُبّاّبةَ الصّوتِ المُحَلّقِ بابتهالاتِ عاشقٍ
يترَنّمُ بهواجسِ نيسانْ
وفي خاطري يُشرِقُ
“صوتُ المُعنّى الطري”
*** *** ***
هذهِ أُوْلى القراءاتِ
في وَرقِ الحُبِّ
على أغصانٍ تُغَنّي:
فْرحةً تزهُو
زينةَ كُلّ عيدْ
في بلادٍ ليسَ فيها
غيرَ أنوارِ الأملْ
بانتظارِ الفَجرِ والحُبِّ الكبير
في تضاريسِ الخُصُوبةِ
والمدى المَسكُونِ
بقاموسِ التُّرابْ
بالمَواعيدِ النَّبيلةِ
بالسِّنا المشرقِ
مِنْ قلبِ الوطن
في ذُرَا سَمَدان
وسُورةِ الآتي
في تراتيلٍ
كالأنسامِ
كالغِناءِ العَذبِ المُشَبّعِ بالنّدى
صوتُك المَسْكونُ بالأشجانِ
بالآمالِ وأنداءِ الرَّبيعْ
يَسكُبُ الحلمَ مِنْ قلبِ السِّحابِ
نَشوةً كالسُّكْرِ تسري في الوريدْ
18 /5/ 2018م