آخر الأخبار

spot_img

“إصرار الذاكرة”.. لوحة سلفادور دالي التي تذيب الزمن

(صحيفة الثوري) – ثقافة :

رسم الفنان الإسباني الشهير سلفادور دالي لوحة “إصرار الذاكرة” عام 1931، لتصبح واحدة من أشهر أيقونات الفن السريالي في القرن العشرين. تُعرض اللوحة حاليًا في متحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك، حيث تستقطب آلاف الزوار الذين يقفون أمامها في حالة تأمل وغموض.

تجسد اللوحة رؤية دالي الفريدة للزمن، حيث تظهر ساعات مرتخية ومائعة تتدلى فوق المناظر الطبيعية، وكأنها تذوب تحت تأثير حرارة خفية. يبرز هذا التكوين الفني فكرة الزمن كعنصر نسبي وغير ثابت، وهو ما يُعتقد أنه مستوحى من نظرية النسبية لألبرت أينشتاين.

تعرف اللوحة بعدة أسماء أخرى، من بينها “الساعات اللينة” و**”الساعات الذائبة”** و**”الساعات المتساقطة”**، في إشارة إلى المرونة التي تتسم بها عقارب الزمن في هذا العمل الفني.
ويقال إن دالي استوحى هذه الفكرة بعد رؤيته قطعة جبن كامامبير ذائبة، حيث عبر عن لحظة وحي بصري جسدها لاحقًا في لوحته الشهيرة. وتُعبر اللوحة عن فلسفة دالي حول عدم ثبات الواقع وتلاشي الحدود بين الحلم واليقظة.

بجانب الطابع السريالي، يبرز في اللوحة عنصر طبيعي مألوف، حيث يظهر منظر خليج كتالونيا الذي لطالما تكرر في أعمال دالي، مع رأس بشري مشوه يُعتقد أنه انعكاس لذات الفنان.

“إصرار الذاكرة” ليست مجرد عمل فني، بل هي رحلة داخل العقل البشري ومحاولة لإعادة صياغة مفهوم الزمن في قالب بصري يفيض بالرمزية والتناقضات.